من جديد عادت الديوك الفرنسية للصياح بعد 20 عام من التتويج باللقب الكروي الأهم في العالم عقب التفوق علي المغامرة الكرواتية الجديرة بالاحترام في مونديال شهد العديد من الظواهر المهمة والتي ينبغي دراستها بعمق من المهتمين باللعبة ومحلليها .
الظاهرة الأهم هي تقلص أهمية النجوم لصالح اللعب الجماعي المتزن وهو ما أتضح في عدم فاعلية العديد من أساطير الكرة ومنهم نيمار وميسي ورونالدو وغيرهم ممن وضع عشاقهم آمالا كبيرة عليهم،وبالتالي خروج منتخباتهم من المنافسة علي اللقب رغم ترشيحهم قبل البطولة من قبل الكثيرون ،وعدم تخيل المباراة النهائية دون أيا منهم ،ناهيك عن المربع الذهبي .
ومن الظواهر المهمة أيضا تغير مفاهيم بعض المراكز في الملعب وخاصة المركز رقم 9،فوظيفة المهاجم الصريح لم يعد مثل الماضي في إحراز الأهداف والتمركز داخل الصندوق لاغتنام الفرص،ولكن أصبح الدفاع المتقدم ،وعدم إعطاء الفرص للخصم لبداية الهجمة بشكل منظم ،وأيضا إرهاق لاعبا الارتكاز،وفي المقابل إعطاء الفرصة لزملائه من خط الوسط للتقدم لتفعيل الخطورة علي مرمي المنافس .
السرعة في الأداء والتحول من الدفاع للهجوم والعكس كان من الظواهر المهمة كذلك والتي تطلبت توافر اللياقة البدنية العالية وهو ما أتضح في العديد من المنتخبات ومنهم طرفا النهائي فرنسا وكرواتيا بالإضافة إلي روسيا صاحبة الأرض وبلجيكا ثالث البطولة،بالإضافة إلي الجماعية في الأداء وتغليب صالح الجماعة علي اللعب الفردي ،يضاف إليها الاتزان النفسي والعصبي والتركيز طوال دقائق اللعب وهو من العوامل المهمة في المونديال،والتي ساهمت في إقصاء منتخبات،وتأهل أخري إلي مراحل متقدمة .
كل هذه العوامل ساهم في وصول فرنسا وكرواتيا إلي المباراة النهائية،وحصد الديوك الفرنسية اللقب الثاني لهم في التظاهرة الكروية الكبري وهو ما أجتمع مع السحر الفرنسي والتاريخ العريق في اللعبة مع مدرب واع مثل ديشامب ارتبط فترة زمنية ليست بالقصيرة مع اللاعبين ،شهدت إخفاقا في كأس الأمم الأوربية ،ونجاحا أكبر بعد حصد أغلي ألقاب الأرض.
سحر الديوك الفرنسية طوع الكرة العالمية .. خالد مخلوف
التصنيفات: ميادين