حالة اللاعبين هاري كين ولوكاكو في المباراة الترتيبية التي جرت ظهر السبت، عندما عجزا عن التسجيل وعن صناعة فرصة واحدة، لخص حقيقة انقراض الهدافين الكبار الذين يشمّون الأهداف ويرعبون المدافعين والحراس. وحتى حصول الانجليزي هاري كين لقب الهداف المونديالي لم يقنع أحدا، وربما لن يقنع الإنجليز واللاعب نفسه، ولم تتمكن كل القنوات التلفزيونية الإنجليزية من إعادة بث أهداف هاري كين، التي بلغت ستة أهداف سجل نصفها من ضربات جزاء، وهدف من كرة ارتطمت بقدمه ليس إلا، وهدفين فقط من رأسية أمام تونس في غفلة عن دفاع نسور قرطاج. صحيح أن هاري كين لاعب كبير، كما بيّن وبرهن عن ذلك في الثلاث سنوات الأخيرة مع ناديه توتنهام، لكنه بعيد عن كبار صيادي الفرص، وهو لا يختلف عن منافسيه في المونديال الذين عجزوا عن الإقناع مثل لوكاكو وجيرو ومولير ودييغو سيلفا، وواضح بأن بلوغ أي لاعب في المونديالات القادمة رقم 10 أهداف في دورة واحدة غير وارد، فمثلا البلجيكي لوكاكو لعب في هذا المونديال سبع مقابلات، بينما لعب فونتان صاحب لقب أحسن هداف في التاريخ في المونديال الذي سجل فيه 13 هدفا، ست مباريات فقط، ثلاثة في الدور الأول واثنتين في الربع ونصف النهائي وسادسة ترتيبية من أجل المركز الثالث، أمام ألمانيا، وكان المونديال يُلعب بـ 16 منتخبا وليس 32 كما هو الحال حاليا و48 كما سيكون في الدورة القادمة أو التي بعدها التي ستعلب في ثلاثة بلدان. الأندية هي وحدها من تصنع الهدافين الكبار أو تسمح لهم بالبروز وتحطيم الأرقام القياسية، أما المنتخبات فتعتمد على اللعب الجماعي، والجزائر مثلا بالرغم من سباعياتها في عهد غوركوف، وامتلاكها لجيل من ذهب لا يمكن لأي لاعب فيها منافسة رقم عبد الحفيظ تاسفاوت الذي سجله في تسعينيات القرن الماضي، أما في المونديال فقد سجل صالح عصاد هدفين في مونديال إسبانيا 1982، وبلغ نفس الرقم عبد المؤمن جابو وإسلام سليماني في مونديال البرازيل، وواضح بأن الرقم صعب تحطيمه في أي مونديال قادم تتأهل إليه الجزائر.
نقلا عن صحيفة الشروق الرياضي