المتابع والمتتبع لماراثون الخلافات والمفاوضات لإقامة الدوري اليمني وما رافق إقامة الدوري للموسم 2022/ 2023 من مشاكل وتأجيلات وعقوبات وشد وجذب وصولا إلى موافقت الممانعين بإقامة الدوري لهذا الموسم والذي بدأت كرة البداية تتدحرج في الملاعب، فالجمعة الماضية بدأ تجمع صنعاء على ملعب الوحدة بصنعاء وتجمع سيئون ،فالمتتبع للخلافات قد يتخيل وكأن الدوري سوف يستمر عاما وليس شهرا ونيف وينتهي.
أخذ الدوري العام اليمني مهاترات ومعارك بين بعض فرق الدرجة الأولى والاتحاد العام حول مسألة إقامة الدوري ودخل فيها الجانب السياسي وتقاطع المصالح وشد الحبل وكسر العظم والانتقام ،والتنافس الخفي على زعامة الاتحاد، ليأتي في نهاية المطاف حوار ساخن بين وزير الشباب والرياضة بحكومة صنعاء محمد المؤيدي واتحاد الكرة ممثلا بالشيخ احمد العيسي والذي افضاء إلى حل الخلاف بين أندية الدرجة الأولى ،وإزالت نقاط الخلاف ليعلن الأطراف عودة الدوري مجددا.
لو احتكم الجميع من البداية للقانون ولائحة اتحاد كرة القدم لما وصلت كرة القدم إلى ما وصلت إليه من المزاجية والشد والجذب والتعنت والطبطة على رؤوس وأكتاف مسؤولي الأندية والاتحاد والجمعية العمومية، لأن من الطبيعي والمنطقي أن القانون واللائحة فوق الجميع ويطبق على الجميع لأنه ليس هناك من هو فوق القانون، فإذا طبق القانون فليس هناك من خلاف أو عنتريات أو رفض من الأندية والجميع سيحترم نفسه ونحترم بعضنا البعض ونضع للعبة وكرة القدم إحترامها ومكانتها، وإن تعسف الاتحاد المنظم للعبة في قراراته ضد أحد من الأندية هناك جمعية عمومية يقدم التظلم إليها وهي من تقرر دون محابة أو مجاملة للمال أو للعيسي أو لغيره إن كنا نحترم القانون ومبادئ اللعبة.
على العموم انطلاق الدوري من جديد وكانت انطلاقته محل تفاءل الجميع وفرحة كبيرة في أوساط الشباب وعشاق كرة القدم بعودة الدوري العام اليمني الذي كان من المقرر أن ينطلق أواخر يوليو الماضي ثم في منتصف سبتمبر ،وتم تأجيله لأسباب ومشاكل مركبة وتراكمات من الخلافات، بعضها منطقية وأخرى غير مبررة ، وكان المنطقي أن يقام الدوري بمن حضر وتطبق اللائحة على الرافضين والمتخلفين والسلام ختام، ولكن لغة المحابة والمداهنة كانت هي الحاضرة بديلا عن القانون وهذا هو حال بلادنا في كل شيء.
المهم الآن أن حالة المخاض المتعسر بين الاتحاد العام لكرة القدم والأندية المنضوية ضمن الدرجة الأولى قد تولد إقامة الدوري بانتهاء الخلاف وهذا يؤكد بأن دوري الدرجة الأولى نفذ من مشكلة كبيرة كانت الرياضة اليمنية في مهب الريح ولن تقوم لها قائمة في حال استمرار رفض بعض الأندية الإنخراط في الدوري وهو ما قد يعرض الرياضة االيمنية والأندية لعقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والذي سيزيد الطين بلة، فالرياضة اليمنية تعاني الغياب والإهمال والتدهور في كل شيء، وإن حدث ذلك فعلى الرياضة السلام ،خاصة ونحن نعلم العقوبات ربما تحرم الرياضة اليمنية عدة سنوات من المشاركات الرياضية كما حصل لدولة الكويت العائدة مؤخرا إلى عالم الكرة بعد رفع العقوبات عليهاوالتي استمرت تقريبا قرابة عشر سنوات.
أخيرا وطالما وقد تم الصلح القبلي بين الاتحاد العام لكرة القدم والأندية المنضوية في تجمع صنعاء بعيدا عن اللائحة والقانون، أرى أن يتم التدخل القبلي مجددا ورفع العقوبات عن أندية عدن وعودتها للمشاركة في الدوري ،ليكون الصلح شامل وعام للجميع وتعود هذه الأندية العريقة إلى الدوري العام ،كون شباب ورياضيي عدن وأنديتها لها تاريخ كبير ،ولا تكتمل نكهة الرياضة اليمنية وقوتها إلا بوجود هذه الأندية (التلال والوحدة والشعلة ) ،نتمنى ذلك.