أقل من 9 أشهر تفصلنا عن بطولة كأس الأمم الأوروبية التي ستقام في ألمانيا، وتبقى مهمة المدرب الجديد يوليان ناجلسمان استعادة الهيبة لمنتخب بلاده الذي عانى الأمرين في السنوات الأخيرة.
ناجلسمان الشاب (36 عاما)، حصل على مهمة محددة، وهي النهوض بالمنتخب وتلميع صورته التي اهتزت بقوة، حين تحل المنتخبات الأوروبية ضيوفًا على ألمانيا في كأس أمم أوروبا 2024 في الصيف المقبل.
مشاكل منتخب الماكينات تمتد حاليا إلى أبعد من أداء باهت، بل يحتاج الأمر إلى فلسفة قديمة جديدة داخل الاتحاد تبتعد عن أي توجهات تسويقية، وتركز على الأهداف التقليدية المتمثلة في الفوز بالمباريات والألقاب.
ومن هذا المنطلق تمّ التعاقد حتى 2026 مع أرندرياس ريتش مديرا إداريا جديدا، وهو من أحد رواد “المدرسة القديمة” ومن كبار المنتقدين لمؤسسة الاتحاد، كما أن علاقاته ببايرن ميونخ، كأهم وأكبر الأندية الألمانية، ليست في أبهى صورها.
اختيار ناجلسمان جاء ليكمل هذه الصورة ويؤكد حقيقة أن الاتحاد الألماني لكرة القدم وأمام المشاكل المادية والكروية التي يعاني منها على مستوى منتخب الرجال بات منفتحا أكثر من أي وقت مضى على آفاق جديدة، لحاجته الشديدة لنتائج سريعة وقوية في ظل تواصل الضغط الإعلامي والغضب الشعبي من خسارات متوالية.
الآن، السؤال الذي يطرحه الجميع وبدا أثناء التغطية الصحفية أهم بكثير من مجريات مباريات المرحلة الخامسة من الدوري الألماني، يدور حول مدى قدرة ناجلسمان على النجاح.
السن كعنوان للخبرة؟
قائمة المتفائلين طويلة نسبيا، وتضم أسماء وازنة على غرار لوتار ماتيوس المحلل الرياضي وأسطورة البايرن سابقا، ويورجن كلوب مدرب ليفربول، وتوماس توخيل وغيرهم.
إجماع كبير بين هذه الفئة بأن عدوى شغف كرة القدم لدى ناجلسمان يصيب الجميع ويحفزهم”، وفقًا لتصريحات مدير الكرة داخل الاتحاد رودي فولر.
عامل السن محور أسئلة كثيرة ترددت على لسان جميع المحاورين، فهل يستطيع ابن الـ36 أن يواجه صعاب المرحلة؟.
يقول يورجن كلوب مدرب ليفربول: ” طبعًا.. هذا ليس بعامل إطلاقا، لقد أظهر ناجلسمان وهو في 28 من العمر أنه مدرب بدرجة امتياز. وله اليوم من الخبرة ما يصل إليه آخرون وهم في الخامسة والأربعين أو الخميسين”.
في المقابل، لا يستطيع فيليب لام الذي ساهم في لقب مونديال 2014 لألمانيا، تقاسم كلوب نفس القناعة، فهو “يشكك” في قدرة ناجلسمان، في أحدث تصريحات له، نشرتها صحفية بيلد الصادرة اليوم الأحد.
بالنسبة للام فإن التحديات التي تواجه الفريق كبيرة، مضيفًا “هل بإمكانه أن يفعل ذلك، لست في وضعية تمكني من الحكم، إنه يافع نسبيا، لا يمتلك الخبرة بعد، تنتابني بعض الشكوك”.
العد العكسي بدأ
أما ناجلسمان نفسه، فقد أكد للصحفيين عند تقديمه في مقر الاتحاد بفرانكفورت الجمعة، أنه لا يشعر بأي هاجس أو خوف من هذه المهمة التي “سيباشرها على الفور” ضمن فريق ثلاثي يضم كلا من بينيامين جلوك وزاندرو فاجنر.
ولا عجب في ذلك، فالعد العكسي بدأ، اليوم أمامه 264 يوما فقط لإظهار ما إذا كان محقّا في ذلك أم لا.
في 14 يونيو/ تموز 2024 ستخوض ألمانيا مباراة افتتاح بطولة كأس أوروبا على ملعب ميونخ، والمنافس مجهول إلى حين إجراء القرعة.
بجانب ذلك سيدير مدرب المنتخب الجديد 10 مباريات دولية، والتشكيل المنتظر أصبحت موضوع نقاش وتحدٍ بين عشاق كرة القدم الألمانية، عدا إيلكاي جوندوجان الذي سيبقى أساسيا بشهادة مدربه.
وهي رسالة واضحة من ناجلسمان إلى باقي اللاعبين معلنا انطلاق سباق حجز تذاكر التشكيل الرسمي على الأقل للمبارتين المقبلتين في القارة الأمريكية.
المباراة الأولى ستكون في 14 أكتوبر/ تشرين الأول أمام الولايات المتحدة والثانية في 18 من الشهر نفسه أمام المكسيك.
بالنسبة للانتظارات المعلقة على شخص ناجلسمان، أصبح لهاتين المباراتين أهمية أخرى وفرصة للمدرب لإجابة فورية حول إمكانياته لتولي المهمة.