اكتملت الانتقالات الصيفية للاعبين في الأندية العالمية نهاية الأسبوع الفائت تقريبا وأقفل وأغلق باب وسوق الانتقالات وبيع وشراء اللاعبين في عالم الرياضة وبالأخص السوق الأوروبي الذي يعد الواجهة والوجهة للاعبيين والموهوبين ونجوم العالم والذي أصبحت دول أوربا أشبه بمعرض دولي لنجوم الكرة ومدارس صقل وأشهر وشهورة للمبدعين وعلى من أراد التسوق والشراء التوجه نحو الأسواق الأورربية ليجد كل ما في نفس المشتري وما لذ وطاب .
سوق البيع والشراء وفي ظل الأزمة الاقتصادية لأندية أوروبا، إلى جانب تخلصها من أعباء مالية ضخمة لنجوم الكرة، والبحث عن أموال طائلة من وراء بيع لاعبين بلغوا قمة الشهرة ولم يتبقِ من سنوات عطائهم إلا القليل،أو بضع سنين ،هذا السوق فتح شهية المال الخليجي الوفير من إغداق الأندية وإغراء اللاعبين بصفقات مالية ضخمة حيرت الأندية والشركات الكبرى من مجارات عروض المال الخليجي.
هناك حكمة يرددها الأباء والأجداد منذ الأزل مفادها المال يحضر الجن مربطين، ها نحن اليوم نعيش ونعايش هذا المثل في عالم الرياضة خاصة ولأول مرة في التاريخ وعالم كرة القدم أن تجلب دولة العشرات من نجوم العالم للعب في الدوري في عام واحد، رغم أن مستواها وأنديتها الرياضية ليست بالمستوى الفني المُغري والمشهور ليضيف لتاريخ هؤلاء النجوم نجومية، ولكنه المال يا سادة؟! .
نعم إنه المال الذي جلب الرياضيين ونجوم الساحرة مُربطين ليلعبوا في الأندية الرياضية دوري روشن السعودي الذي خطف وجهة وعيون عشاق ومتابعي كرة القدم نحو الملاعب السعودية والقنوات الرياضية التابعة لها لمتابعة نجومهم المفضلين وهي في الحقيقة ضربة قاسمة للقنوات الرياضية الأخرى وللعائد المادي للقنوات وللأندية الأوربية التي تجني مليارات الدولارات من هذه القنوات والإعلانات والدعاية للشركات التجارية ولوحات الدعاية داخل الملاعب.
سيتحول أنظار كل المتابعين والرياضيين ومحبي وعشاق الرياضية إلى الدوري السعودي الذي أصبح اليوم بعد ضم مشاهير ونجوم كرة القدم في العالم إلى أنديتها، وهذا أمر طبيعي خاصة وهذه النجوم لها عشاق ومتابعين ومحبين ، فقد كان الدوري الأسباني والإيطالي والإنجليزي والفرنسي والألماني من أقوى الدوريات في أوروبا والعالم لأنها تضمن سحرت ونجوم كرة القدم ،ومحل اهتمام ومتابعة عشاق الساحرة من جميع بلدان العالم والعالم العربي على وجه الخصوص والتي تجني المليارات والأرباح الطائلة منذ إكتشاف هذه اللعبة وحتى العام الماضي دون منافس أو منازع، ولكن بعد عملية الاستقطاب والشراء والتعاقدات والإعارة لنجوم كرة القدم من قبل المملكة الغنية ، سيصبح دوريها من أقوى الدوريات متابعة ولعبا وعائدات مالية .
البذخ والطفرة المالية في دول الخليج جعلتهم يتباهون ويتسابقون على إبهار العالم وجلب إنتباه الدول والشركات والمشاهير للداخل الخليج، فبعد كأس العالم الذي استضافته قطر العام الماضي 2022، وفي إطار التنافس المحموم، خصصت السعودية 80 مليار ريال سعودي هذا الموسم لشراء والتعاقد مع مشاهير ونجوم كرة القدم لضمهم لأنديتها وهذا ما حصل فعلا هذا العام حتى أن أكبر وأغنى أندية العالم وأوروبا لم تنافس عروض الأندية السعودية المغرية للاعبين والأندية في أوروبا حيث لم يستطع اللاعبون وأندية أوروبا مقاومة المال السعودي المغري بل سال لُعاب الشركات ووسطاء اللاعبين على أموال وعروض الأندية السعودية.
على فكرة التوجه الذي قامت به السعودية يعتبره البعض أنه خسارة وإهدار للمال، وهذا التفكير خاطئ جدا وغير صحيح، لأن ما دفعته ستستعيده أضعاف مضاعفة ،بل ستربح مئات المليارات من وراء بيع التذاكر والملابس والإعلانات التجارية وتسويق المنتجات والتحف ومن الفيديوهات والصور عبر منصات التواصل وكذا القنوات الناقلة لمنافسات الدوري، ما يعني التنافس في الاستثمار الرياضي على أشده بين دول الخليج،وبين هذا وذاك ليس لنا كيمنيين سواء المتابعة والخسرة على الرياضة اليمنية .