وائل قدحه من عبق الساحل الغربي كنوزا من الأصايل وسحر بنات الريح .. فقاده عشقها ليصبح أكبر تجارها
تقرير / محمد القيداني
للخيول في عروس البحر الأحمر أسرارها وعبقها التاريخي الذي اكتنز في رجال عشقوا الأصالة حتى الثمالة ولم تته جذورها رغم صخب سواحلها عن فراسة عاشق افتتن بامتشاق الجسد وارتجاع الصهيل وهو يخر ساجدا لقسم الرب ( والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ).
منطلقا من هوسه بالأصايل مقدما واحدا من أفضل مرابط الخيول العربية الأصيلة في الساحل الغربي وبتواضع جم لا يدركه إلا فارس نبيل كوائل قدحه بتواضعه المعهود وبساطته التي لم تكن استثناء لمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة وهو ينسج حلمه منذ أكثر من عقد من الزمان حتى بات مربط الوائل للخيول العربية الأصيلة بمنطقة بيت الفقيه جنوب مدينة الحديدة يحتوي كنوزا من سحر المغيرات صبحا .
فمربط الوائل والذي ملكه شاب سواعده السمراء التي اكتست بلون رمال تهامة و عزم رجالها يحتوي اليوم على 52 خيلا من أفضل الخيول المتواجدة ليس على نطاق مدينة الحديدة الجغرافي بل من بين أفضل المرابط في عموم اليمن وهو يضم خيول الجمال ذات الأصالة العربية وخيول ( الثوربلد ) والمعروفة باسم ( الانجلوا عربي ) وهي نتاج لتهجين الخيل العربي بالخيل الانجليزي وهي اكبر حجما من الخيول العربية الأصيلة وتدخل في رياضة سباق الخيل على وجه الخصوص .
يقول وائل قدحة بأن من أهم خيول المربط لديه وهي من الخيول العربية الأصيلة( الجواد البحر واسماه بذلك نسبة للبحر الأحمر وهو الذي تمتاز به عروس الساحل الغربي ، وجواده وائل نسبة للمربط بالاضافة لجواده الجميل ، وفرسه الجوهر وهي من الأفراس الأوائل التي كان لها سبق تأسيس المربط ، وجواده البادي .
ويؤكد وائل قدحة بأن الخيول اليمنية تعد من أأصل الخيول فالتاريخ يذكر بأن أصل الخيول العربية من اليمن سيما من مأرب والجوف على وجه التحديد إذ أنها انتقلت إلى سائر الجزيرة العربية اثر انهيار سد مأرب منوها إلى أن الخيول اليمنية تمتاز بالقوة وصفاء الدم والسرعة والقدرة على التحمل .
وحول رياضة الفروسية في محافظة الحديدة يشير مالك مربط الوائل للخيول العربية الأصيلة بأن الفروسية فيها مازالت بحاجة للكثير وعلى وجه الخصوص في مجال التأهيل والتدريب والبيطرة حتى نستطيع الارتقاء بواقع الفروسية في هذه المحافظة مؤكدا بأن رياضة الفروسية في الحديدة تقتصر على السرعة بمعنى سباقات الخيل لكنها بعيدة أيضا عن قوانين وقواعد سباقات الخيل ولكن سباقات خاصة بالفرسان مبينا بأن الفروسية في الحديدة بحاجة لمدربين لتدريب الفرسان على رياضة التقاط الأوتاد وقفز الحواجز مشيدا في الوقت ذاته بمن ساعده في رياضة الفروسية وهما الكابتن محمد حسين القملي والكابتن جمال الطويل .
وينوه قدحه إلى أهمية التعريف بأهمية تأهيل ملاك الخيول وتدريبهم على طرق الحفاظ على أنساب الخيل في المحافظة وطرق التوثيق لذلك بما يساعد في حفظ أنساب الخيل وأصولها وفقا لقاعدة علمية صحيحة بعيدة عن الإرتجال أو العشوائية .
وبالحديث عن ارتباطه بالخيل متى بدأ ؟ سيما وهو محب للخيل بهوس لا نظير له فتجده يداعبها ويلعب معها ويقوم بإطعامها بيده حتى يخيل لك أنك تشاهد صديقين حميمين لا يكادا يفترقا عن بعضهما .
يكشف وأئل قدحه بأنه منذ طفولته وأثناء دراسته الابتدائية كان يهرب من المدرسة كي يشاهد الخيول ويجلس معها مبينا بأنه طلب من والده في طفولته شراء خيل له فرفض والده وقال له “أنت مجنون ما تشتي بها “وبين بأنه قبل حوالي 12 عاما اشترى أول خيوله وكانت فرسا اسمها ( اللؤلؤة ) غير قادرة على الانجاب كونها تعرضت لاصابة في الرحم وأنه كان عندما يعود إلى منزله حتى وإن كان بعد منتصف الليل يذهب إليها وفي حال عدم حضوره كانت تعمل ضجة كبيرة في الاسطبل الخاص بها وأنها هي من زادت عشقه وتعلقه بالخيل حتى اليوم .
ويضيف بأنه تحول إلى هاوي للخيل وعاشق للجلوس معها أثناء تواجده في المزرعة الخاصة به قائلا أحب الجلوس مع الخيل أكثر من هواية ركوبها وأجلس معها وهي حولي واشعر براحة نفسيه وسعادة غامرة بذلك حتى بات يجلس مع الخيول أكثر من جلوسه مع أبنائه وأنه عند انشغاله وذهابه لعمل معين فإنه لا يهداء ولا يرتاح إلا عند عودته إليها ليصبح اليوم أكبر تاجر لبيع وشراء الخيول على مستوى اليمن حيث اشترى ما يقارب من 52 خيلا من دول الخليج سيما السعودية وقطر .
وهنا لا تقاس قوة الإرادة بغير قدرة الانجاز ولا قيمة لحجم أي رهان إن لم يأت من صاحب إرادة صلبة لا تلين فصنع انجازا بما يحتويه مربط الوائل اليوم من خيول ذات جمال عربي أخاذ وأنت تطلق عنان ناظريك لسحر بنات الريح والذي لا يظاهيه سحرا وهي تسابق ريح الساحل الغربي مانحة إياها مساحة لمداعبة خصال شعر غرتها فتتذكر أمرء القيس في معلقته حين وصف خيله في كره وفره وإقباله على عدوه ” كجلمود صخر حطه السيل من علي” .
لم يترجل عن صهوة حلمه ولم يفلت لجام هدفه ورهان تحديه لانشاء مربط يحوي كنوزا من الأصايل فدخل سبقه باقتدار وثقة بأنه سيصل لهدفه مهما كانت التحديات والحواجز فالخيل المعقود على نواصيها الخير الى يوم القيامة امتطت بسروج العزم كل الموانع وطوت بشرر حوافرها مضمار سبقها لتصبح واقعا لرجل في مقتبل العمر لم ينكفئ عن تحقيقة يوما حتى بات من اليوم أحد أهم كبار التجار في بيع وشراء الخيول والمستوردين لها .