رغم التنافس الشديد بين ريال مدريد وبرشلونة، على الساحتين المحلية والأوروبية، والسباق على التتويج بالألقاب، إلا أن هناك شعور سائد في إسبانيا، أن ريال مدريد يقوم حاليا بتخليص كل ما فعله باريس سان جيرمان بغريمه برشلونة في السنوات الأخيرة.
الأمر ببساطة، تحريض كيليان مبابي نجم سان جيرمان ومنتخب فرنسا الأول، تمهيدا لارتدائه القميص الأبيض مجانا.
رئيس سان جيرمان ناصر الخليفي استثمر بطولة السوبر الأوروبي التي نتج عنها الإطاحة بأندريا أنييلي رئيس رابطة الأندية الأوروبية المحترفة ونادي يوفنتوس السابق، وجلس على كرسيه، ومعها بدأت الحرب على ريال مدريد وبرشلونة كونهما أساس الفكرة وانطلاقتها.
لكن مع برشلونة تعود القصة إلى 6 سنوات مضت، حين اتفق سان جيرمان مع نيمار لكسر الشرط الجزائي، وانتزاعه من الكامب نو إلى حديقة الأمراء، في ضربة كان قاصمة للبارسا، لتبدأ سلسلة من الضربات المتتالية.
دخل سان جيرمان على خط صفقة فرينكي دي يونج، بعد أن وضع برشلونة تفاصيل الاتفاق مع أياكس الهولندي، لكن تدخل الخليفي وناديه تسبب في تجاوز الصفقة 100 مليون يورو، وهو مبلغ ضغط كثيرا على خزينة البارسا.
وإذا كان برشلونة نجح في إنجاز صفقة دي يونج، إلا أنه فشل في إتمام اتفاقه مع زميله دي ليخت، بسبب رفع سعره بشكل يفوق قدرات برشلونة بعد دخول سان جيرمان على خط المفاوضات.
وخلال فترة تفاوض برشلونة مع لاعب سان جيرمان رابيو، تدخل الخليفي بكل عناد، وأرسل لاعبه إلى الفريق الرديف، ووضع أمامه شرطا وحيدا في الخروج..وهو التعاقد مع أي فريق في العالم باستثناء برشلونة، وهو ما كان في النهاية.
الضربة القوية كانت بانتزاع أسطورة برشلونة ليونيل ميسي من الكامب نو وإغرائه بأكوام من اليوروهات، وبعدها بعامين فقط، كان عثمان ديمبلي يسير على نفس الطريق، لينجح الخليفي بتفريغ برشلونة من أساطيره ونجومه الكبار.
ولم يكتف الخليفي بما فعله، بل استغل مكانه في رابطة الأندية المحترفة، للهجوم على برشلونة وريال مدريد بسبب دوري السوبر الأوروبي، وقال إن الكرة العالمية لا تتوقف على ناديين فقط، كما انتقد الرافعات الاقتصادية لبرشلونة واعتبرها غير قانونية، واعتبر برشلونة خطرا على كرة القدم بسبب ديونه المتراكمة، ووضع مراقبين لصفقات النادي الكتالوني في الصيف الماضي للتأكد من قانويتها.
الداهية فلورنتينو بيريز، أخذ بثأره وثأر برشلونة من الخليفي دون أن يهمس بكلمة، أو يقوم برد فعل، وإنما اكتفى باتفاق (خفي) مع كيليان مبابي بعدم تفعيل بند التمديد لموسم قادم، تمهيدا للخروج من الفريق الباريسي مجانا الموسم المقبل، وهو الأمر الذي جعل مبابي يتمرد على ناديه ويرفض كل عروض تحسين عقده، أو إقناعه بالرحيل للسعودية والاستفادة من مئات الملايين التي قد يكسبها اللاعب والنادي من هذه الصفقة، ليتم منع اللاعب من التدرب مع الفريق وإرساله للرديف مع عدد آخر من (المغضوب عليهم) وإضعاف موقف ناديه من التفاوض مع الملكي.
عدوى مبابي انتقلت إلى نيمار، الذي يحاول سان جيرمان إقناعه بالرحيل إلى نادي آخر للتخلص من رواتبه الكبيرة وقلة مشاركاته بسبب تكرر الإصابات، لكن اللاعب البرازيلي يرفض بشدة فكرة الانتقال، وهو الأمر الذي دفع النادي للتفاوض معه للخروج مجانا، ليشكل مشكلة كبيرة قد تفجر الأوضاع لدى بقية اللاعبين بسبب رفض نيمار كل المقترحات وتهديده للنادي بعقوبات قاسية.
الأيام القليلة القادمة ستظهر نتيجة ما يقوم به بيريز، خاصة مع بداية تفاوض سان جيرمان على بيع جزء من أسهمه، وقد يتلوها خطوات أخرى تبين مدى الضرر الذي ألحقه بيريز بالنادي الباريسي، أمام أعين برشلونة الأكثر استفادة من مجريات الأحداث.