ميادين

لماذ الغضب في بطولات العرب؟ .. د.محمد مطاوع

By عدنان العصار

August 03, 2023

تتكرر مشاهد لا نحب أن نراها في ملاعبنا العربية، وخاصة في بطولات الأندية التي تتنافس تحت الأعلام العربية، وبإدارة وإشراف من اتحاد عربي وبحكام عرب.

الأصل في الموضوع أن يكون الجميع أخوة وأشقاء، يتكلمون ذات اللغة، ويحملون ذات الملامح، ويجمعهم دين حنيف يحض على المحبة والتآلف، لكن ذلك كله يذهب هباء مع أول صافرة لا تروق لأحد الفريقين.

تجمع للاعبين والإداريين حول الحكم بشكل مبالغ فيه، وصراخ واعتراض بعنف، تنفلت الأعصاب ويتبادر للذهن أن معركة ستبدأ قريبا، وكل ذلك أمام أعين العالم، خاصة في البطولة الحالية التي يرقب فيها الجميع نجوم الدوري السعودي الجدد بقيادة كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما والكثير من الصفقات التي رفعت من قيمة البطولة وأهميتها.

كلنا نكره الخسارة، ولكن في كرة القدم، الخاسر هو من يفقد أعصابه وكياسته، في بطولة تحمل أهدافا سامية تجمع الأشقاء وتمنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم وقدراتهم وإمكانياتهم، خاصة في البطولة الحالية التي حرص الاتحاد العربي على أن تكون نوعية تحاكي البطولات العالمية من خلال اختيار فرق المقدمة في الدول العربية، وإجراء تصفيات تمهيدية لدول أخرى، للوصول إلى هذا العدد من الفرق، وتوزيعها على مجموعات، وتخصيص جوائز مالية ضخمة تفوق بعض البطولات القارية، بتنظيم رائع من قبل المملكة العربية السعودية التي وفرت كل متطلبات النجاح لبطولة حملت اسم الملك سلمان.

الكثير من المباريات حملت ذات الشحن غير المرغوب، وتلتها تصريحات حادة، وتهديدات هنا وهناك، واتهامات وإشارات تجاه الحكام بأمور خارجة عن حدود الملاعب، رغم استخدام تقنية الفار، التي تحسم كل خلاف.

نعم..نعترف بأن بعض حكام الكرة العرب يحتاجون للمزيد من الخبرات والتأهيل لقيادة مباريات بهذه الأهمية، وهو أمر يدفعنا للمطالبة بحكام محايدين من خارج الوطن العربي للمباريات الحساسة، فالتجارب أثبتت أن اللاعب العربي يمتلك حساسية غريبة تجاه الحكم العربي، ويتقبل قرارات الأجنبي ويحترمها بشكل أكبر من شقيقه العربي.

نتمنى أن تختفي هذه المشاهد تماما من بطولاتنا العربية، وأن تبقى الرياضة هي السامية على كل خلاف أو تصرف، فكلنا في النهاية أخوة، وبطولاتنا تبقى في محيطنا العربي، كونها لا تؤثر على ما هو معتمد دوليا، سواء بالتأهيل أو المشاركة في البطولات الإقليمية والدولية..والروح الرياضية يجب أن تغلب المصالح الفردية مهما كانت النتائج.