يبدو أن قصة قائد المنتخب الفرنسي ونجم باريس سان جيرمان كيليان امبابي على وشك الانتهاء، وأنها ستكون بلا أسرار وبعيدا عن إثارة الصفقات الكبيرة المعتادة.
منذ أطلق النجم الشاب تصريحه بعدم تفعيل تمديد عقده مع سان جيرمان لموسم آخر، واعتبار الموسم الحالي هو الأخير في النادي الباريسي، والسجال مستمر داخل أروقة النادي، الذي عبر عن أمله في إقناع لاعبه بالاستمرار لموسم آخر، والاستفادة من كفاءته الفنية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على القيمة المالية الهائلة التي تكبدها في سبيل التعاقد معه من البداية، ومن ثم إقناعه في البقاء ومنحه راتبا خياليا ومكافأة ولاء توازي موازنة أندية كبيرة.
اللاعب وصل إلى قناعة بأنه حقق كل شيء في فرنسا، بقيادة المنتخب للظفر بكأس العالم في نسخة روسيا، والوصول إلى نهائي قطر، والفوز مع الفريق الباريسي بكل البطولات الممكنة، والوصول إلى نهائي الأبطال، الذي بقي الحلم صعب المنال، رغم مزاملته لميسي ونيمار في الموسم الماضي.
بعد الأخبار التي تم تداولها بالأمس، بأن مبابي يرفض حتى الجلوس مع وفد الهلال السعودي لمناقشة العقد الخرافي الذي وضع بين يديه، والمبلغ الذي قد يصل إلى مليار يورو في موسمين فقط، فإن كل ما قيل عن التزامه بالرحيل إلى مدريد، بات أكثر إقناعا، حيث ما زالت تلك الصورة التي يعلقها في غرفته لكريستيانو رونالدو بالقميص الأبيض، تداعب أفكاره، وتنعش أحلامه بأن يكون اللاعب الأول في العالم، ويحقق حلم الكرة الذهبية الذي يبدو أنه لن يرفعها سوى بقميص الملكي.
الهدوء الذي يتعامل به رئيس نادي ريال مدريد فلورينتو بيريز بشأن مبابي، ينبئ بأن الأمور حسمت، وأن الاتفاق الذي عقد مع النجم الفرنسي بدأ بالتنفيذ، والخطة تقضي ببقاء مبابي في باريس للموسم الحالي، والانتقال مجانا إلى نادي العاصمة الإسبانية في الموسم المقبل، وهو ما لا يعجب رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي، الذي استخدم كل الوسائل المتاحة بالترغيب حينا والترهيب أحيانا للمحافظة على نجمه وعدم رحيله مجانا، ولعل في إبقائه في باريس للتدرب مع اللاعبين الشباب، والفريق يخوض رحلة الإعداد في آسيا أكبر دليل على ذلك.
يبدو أن مهمة مبابي انتهت تماما في باريس، وقد يدفع قراره بعد تجديد العقد، أو قبول العروض الكبيرة التي يتلقاها، لإجراءات إدارية أكثر قسوة، بمنعه من اللعب، أو قبول أي عرض يأتيه من مدريد، سواء للخروج من حرج ضرب اللوائح بتعامل غير ملائم من نجم بحجم مبابي، أو تعويض جانب من الأموال الهائلة التي دفعت في سبيل إقناعه قبل موسمين بالبقاء، بعد سجال طويل.
مبابي يطارد حلمه..وباريس يتلوى في نيران الحيرة، وريال مدريد جالس مطمئن لقدوم النجم الذي سيجدد طموحاته الكبرى ويستعيد عرش أوروبا وأندية العالم من جديد.
