أصبحت الرياضة اليوم لها أسواق وبورصة ومصانع للملابس والكورة والمعدات والمستلزمات الرياضية،والتذاكر والإعلانات التجارية وبيع الاعبين بأسعار خيالية، ولها عالم من القنوات الإعلامية الفضائية التي تنقل وتنتج برامج رياضية وتنقل كل المنافسات الرياضية والدوريات والبطولات، بل أن أغلبها مشفرة فلا تشاهد أي مباراة إلا بفلوس، والرياضة اليمنية خارج كل هذا الحراك الاقتصادي والاستثماري .. لماذا؟ .. لا أحد يجيب على هذا السؤال.
لم تعد الرياضة مجرد ممارسة وهواية عند البعض كما كانت تٌفهم من قبل وتطورت خلال الثلاثون عاما الماضية ووصلت إلى ما وصلت إليه الآن، بل أصبحت قطاع استثماري كبير ومن القطاعات الحيوية المهمة التي تدر على الدول والرياضة والأندية بالمليارات من الدولارات والريالات.
استثمار الأندية وتطويرها أمر مهم يجب على القائمين على الرياضة اليمنية البدء بالتفكير جديا بالتحول من رياضة الماضي القائمة على ماتجود به الحكومة من ميزانية ، إلى الاستثمار الرياضي للأندية واللاعبين والملاعب والأكاديميات والولوج ومواكبة العالم في هذا المجال .
البعض سيقول هل هذا وقته أن تطرح مثل هكذا موضوع ونحن في حالة حرب وأزمة ؟ .. أقول نعم ما الذي يمنع ولو بتحقيق أقل القليل ونبدأ بتهيئة الأندية والرياضيين واللاعبين ويبدأ رؤساء الأندية بالعمل على إنجاز هذه المهمة بالدعوة لطرح الرؤى والأفكار والخطط والبحث بجد في تجارب الآخرين ودراستها ومناقشتها للخروج بأول النتائج والمقترحات في سبيل انتشال واقع الرياضة في بلادنا وإخراج رؤساء الأندية والمسؤولين على الرياضة من سباتهم الطويل.
يجب أن لا تبقِ الرياضة أسيرة الأزمة السياسية والعسكرية وحتى الحرب ،فكثير من البلدان كانت واقعة تحت طائلة الحرب ، والرياضة فيها تسير بشكل طبيعي وعلى أفصل ما يرام، فمثلا المنتخبات والأندية الأوكرانية تشارك وتلعب، وتنقلات اللاعبين على قدم وساق ولم يعيقها شيء ولم تؤثر الحرب على الرياضة، وفي العراق الشقيق حقق منتخباتها بطولات عدة وهي تحت طائلة الحرب والأزمات وغيرها الكثير من البلدان، إلا بلادنا أبسط مشكلة ، تظهر المشاكل والأزمات والطوابير ويتعطل معها كل شيء وكل مناحي الحياة .
ببساطة علينا أن نتابع ماذا يحدث ويجري في الجوار الخليجي من تحول رياضي كبير، وكيف حولت هذه الدول الرياضة من مجرد لعبة وهواية إلى استثمار وتسويق رياضي وبورصة لبيع وشراء اللاعبين الأجانب وقنوات رياضية وعالم من الموظفين والمعلقين والمراسلين الرياضيين والعاملين في مجالات الرياضة المختلفة .
بالأمس القريب رؤوف خليف يقدم استقالته من القنوات الرياضية القطرية وينضم إلى القنوات السعودية، والتعاقد مع اللاعبين الأجانب على أشده ،يعين تنافس محموم في عالم الرياضة، ونحن لا نريد أن نكون ند للخليج بحكم الفارق المالي ، ولكن نريد أن نواكب عالم الرياضة مثلنا مثل بقية البلدان وهو حق يفرضه الواقع العالمي للرياضة والمنافسات ،وكذا لنلبي طموح شبابنا وجمهورنا الرياضي ونطور حالنا، أليس من حقنا التطلع والطموح والوصول إلى ما وصول إليه الآخرون ؟ ..
أفيدونا يا أهل الاختصاص أثابكم الله ..