عاشور..وطريق الخيانة! .. د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

عاشور..وطريق الخيانة! .. د.محمد مطاوع

نطبق الاحتراف، وما زلنا نتحدث بلسان الهواية..

هو حال كل من أزعجه ذلك المشهد للاعب إمام عاشور وهو يرتدي قميص الأهلي، ويزأر كالأسد في مقطع الإعلان عن الصفقة التي انتقل خلالها لاعب الزمالك الأسبق من نادي ميتلاند الدنماركي إلى النادي الأهلي المصري.

هجوم لم يتوقف على اللاعب، استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة الكلامية، من طرف جمهور وإعلاميي وبعض إداريي الزمالك، وكأن عاشور قام بخيانة الأبيض وهو يوقع للأهلي.

مهما حاول المعترضون على الصفقة التبرير، فعاشور ليس لاعبا زملكاويا، وانتقاله إلى ميتلاند تم بإجراءات قانونية سليمة، فتمت الصفقة وقبض الزمالك وحصل ميتلاند على البطاقة الدولية، ولعب إمام عدة مباريات في الدوري الدنماركي أكدت على استكمال جميع عناصر الانتقال.

فاوض الأهلي اللاعب (غير الزملكاوي) وبعد الحصول على موافقته، فاوض ناديه (غير المصري) وتم الاتفاق على صفقة الانتقال، بغض النظر عن المبلغ المدفوع، سواء ربح أو خسر ميتلاند، فهذا شأن النادي الدنماركي وحده ولا أحد له سلطة على قراره.

لو كان عاشور يريد العودة للزمالك، لما غادره من الأساس، فالأمر لا يتعلق فقط بالمال، وإنما بتجديد الدوافع، والانطلاق في تجربة جديدة قد تكون أكثر ثراء، بتمثيل سيد أندية إفريقيا وحامل الرقم القياسي في عدد ألقابها، والضيف الدائم على مونديال الأندية الذي بات حلما للاعب بحجم عاشور، وتحقيق المزيد من الألقاب والإنجازات المحلية، التي تعزز مكانته في المنتخب المصري وتسوق لموهبته بشكل أكبر في أسواق الكرة العالمية.

عاشور ليس بخائن، ولا يمكن مقارنته بصفقات عديدة تبادل خلالها الأهلي والزمالك في خطف اللاعبين، مثل ما حدث مع جمال عبد الحميد والتوأم حسام وابراهيم حسن ورضا عبد العال ونادر السيد وغيرهم كثيرون، كانت الإدارات تتباهى بإنجازها هذه الصفقات بطريقة استخباراتية، وأجواء إعلامية كبيرة وكأنها جولات في معركة، يحتفل فيها الفائز ويغضب الخاسر.

وكحال كهربا، فالانتقال لم يكن مباشرا، وسبقته تجربة أوروبية، لا نستطيع أن نحكم على مدى جديتها ولكنها في النهاية عملية انتقال، وإذا اعتبرت تجربة كهربا هروبا، وتم إيقافه وتغريمه من الاتحاد الدولي، فإن صفقة إمام عاشور مختلفة تماما، حيث تمت بإرادة الزمالك، وبعقد تنازل فيه الأبيض عن حقوقه في تسويق اللاعب مستقبلا، وأنجز صفقة بمقابل مادي دون أي التزام تجاه اللاعب أو النادي الدنماركي تجاه الزمالك مستقبلا.

تغيرت كرة القدم، وتطورت مفاهيمها، والأمر تجاوزته أندية عالمية بعد أن كانت تثار ضجة بانتقال أحد اللاعبين إلى الغريم كما حدث مع حادثة انتقال البرتغالي فيجو من برشلونة إلى ريال مدريد، لكن في الوقت الحالي، الأمر تحول إلى صفقات تجارية، كل ناد يبحث فيها عن المردود المالي الذي ينعش خزائنه، فلكل لاعب راحل عشرات البدائل القادرة على تعويضه، ومواصلة مشوار المنافسة لنهايته.

التصنيفات: ميادين