ميسي والهاتريك التاريخي .. د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ميسي والهاتريك التاريخي .. د.محمد مطاوع

سجل ليونيل ميسي أكبر هاتريك منذ أن وطأت قدماه الصغيرتان عالم كرة القدم.

هذه المرة لم يستخدم البرغوث الأرجنتيني كرة، ولم يصوب نحو الشباك، ولكنه استثمر رغبة عارمة في استقطابه لأهداف بعيدة عن الملعب وقريبة جدا من الاستثمار في شهرته والكاريزما التي صنعها خلال مسيرته الطويلة مع المستديرة، وبشكل خاص بعد ارتدائه عباءة اللقب الأغلى وتتويجه بكأس العالم.

قد يكون ميسي بعيدا نوعا ما عن المحادثات المباشرة، وكل ما يتلقاه مجرد إشارات عن العروض التي يضعها والده وصانع مجده خورخي في جيبه، ويتنقل بها من عاصة لآخرى، طمعا في زيادة حجم جيبه الآخر وتعبئته بشيكات العملة الأوروبية.

اتفق ميسي مع باريس سان جيرمان قبل انطلاق مباريات كأس العالم على الاستمرار موسما آخر، ومنح النادي الفرنسي أملا في مواصلة مشروع البناء لفريقه القوي بجمع أهم نجوم الكرة نحو تحقيق دوري الأبطال، لكن اللهجة تغيرت بعد رفع ميسي كأس العالم، وباتت هناك طموحات أخرى مع زيادة المنافسين لباريس على استقطاب النجم الأرجنتيني الأول.

تسربت الأخبار عن محادثات لنقل ميسي إلى السعودية، وانطلقت إشارات إيجابية حول الوصول لاتفاق (شفهي) كما هو الحال مع باريس، وبدأ الجميع ينتظر لحظة الإعلان عن الصفقة الخيالية التي تتجاوز المليار يورو، وفي الوقت ذاته كانت التحركات في برشلونة تسير على قدم وساق، بعد أن قدم ميسي وعدا للرئيس لابورتا بأن برشلونة سيكون أولويته، بل وقام والده بزيارة المدينة الكتالونية ووضع الأحرف الأولى على صفقة العودة التارخية.

وعلى بعد آلاف الأميال، كانت تحركات الأسطورة الإنجليزية ديفيد بيكهام رئيس نادي إنتر ميامي الأمريكي تسير بشكل أكثر هدوءا لكن أكبر تأثيرا، فما سمعناه عن عرض الهلال، كان خورخي يضاعفه في صفقة معقدة تجمع عددا من أكبر شركات العالم مع أسهم في النادي وتفاصيل أخرى رفعت المبلغ إلى أكثر من ملياري يورو خلال 4 سنوات.

يبدو أن خورخي بات الداهية الأكبر من وكلاء اللاعبين على هذه الأرض، حيث وضع في يده 3 عروض يسيل لها اللعاب، ومنح كل طرف الأمل في وضع نجله أحرف اسمه على العقد ليعلن عن إنجازه بشكل نهائي، لكن في النهاية انتصر العرض الأكبر، وليس الأكثر إثارة ولا ما يمثل تجربة جديدة تستحق التضحية، وكلنا يعلم أن الذهاب إلى بطولة تعتبر في المركز الرابع أو الخامس ضمن أولويات الشعب الأمريكي، ولا تؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، وأقصى ما يمكن أن تصل لها مونديال الأندية في حال كسب الفريق لقب القارة الأمريكية، يعتبر خطوة للخلق وليس انطلاقة للأمام.

ميسي حقق الهاتريك التاريخي وخرج بأكبر عقد في تاريخ كرة القدم، وسيبدأ تجربته الجديدة التي يبدو أنها الأخيرة في مسيرته كلاعب، وسيخوض ذات النهاية التي اختارها نجوما سبقوه مثل بيكهام نفسه وتيري هنري وكاكا وديفيد فيا وواين روني وبيرلو ودروجبا ووجاريث بيل وكيليني، وغيرهم ممن طوتهم الأيام، ونسيهم الجمهور كلاعبين على أرض الميدان، ولعل إبراهيموفيتش كان استثناء بعدما قضى 3 مواسم مع نادي جالاكسي وقرر العودة إلى أوروبا، ليعيد البريق لموهبته، ويعلن اعتزاله بشكل عكسي مع ميلان الإيطالي، أبقاه أسطورة في أذهان كل من تابعه وعشق أسلوبه.

سيحرص جمهور ميسي على مشاهدة مقاطع من المباريات التي سيخوضها مع ناديه الجديد، وقد يضطر من يعشقه للسهر لساعات الفجر حسب توقيت المنطقة العربية وأوروبا، لمجرد متابعته مباشرة، في مباريات قد لا تهم سوى منظمي البطولة، والشركات الراعية لهم.

التصنيفات: ميادين