دوري ابطال اوروبا

موقعة السيتي والإنتر تعيد ذكريات هيسيل المأساوية.. فما القصة؟

By عدنان العصار

June 02, 2023

تختلف مشاعر الجماهير الإنجليزية تجاه ثمانينيات القرن الماضي، فهي الفترة التي شهدت توهج أنديتها ليفربول ونوتنجهام فورست وأستون فيلا في التتويج بلقب دوري الأبطال أو بطولة أوروبا للأندية البطلة بمسماها القديم.

فيما يصفها آخرون بالأيام السوداء في عالم كرة القدم بسبب الكوارث المتعاقبة التي حدثت بها، مثل كارثة هيلزبره يوم 15 أبريل/نيسان من عام 1989 التي شهدت وفاة 96 مشجعًا في مباراة بين ليفربول ونوتنجهام فورست في كأس الاتحاد الإنجليزي، بسبب التدافع الجماهيري.

وهناك حريق ملعب برادفورد الذي أودى بحياة 56 مشجعًا يوم 11 مايو/آيار من عام 1985، وهناك كارثة أخرى ستبقى عالقة في أذهان عشاق دوري الأبطال وهي كارثة هيسيل.

فمع كرة القدم الحديثة ووجود المقاعد بالملاعب والتغطية عالية الجودة للمباريات في التلفزيون، يكون من الصعب تخيل أن يوم مباراة قد يمثل حياة أو موت لمشجع، ولكن كان الوضع كذلك يوم 29 مايو/آيار عام 1985 في ملعب هيسيل بمدينة بروكسل البلجيكية، الذي كان مسرحًا لنهائي دوري الأبطال حينها بين ليفربول ويوفنتوس.

وكان من المفترض أن تكون الأجواء احتفالية بين فريقين عريقين، فليفربول يبحث عن الدفاع عن لقبه والفوز بالبطولة للمرة الخامسة، أما يوفنتوس فيستهدف لقبه الأول بعد الخسارة في النهائي مرتين قبلها، ويملك في صفوفه النجم الفرنسي ميشيل بلاتيني المتوج بالكرة الذهبية والعديد من الأسماء الإيطالية المتوجة بلقب مونديال 1982.

بداية الكارثة

ومع ذلك لم تكن أجواء ما قبل المباراة تشير إلى تلك الاحتفالية، بل كانت الأجواء تشوبها العديد من الأمور، أولها شغب الجماهير الإنجليزية والذي ظهر في نهائي دوري الأبطال عام 1975 بين ليدز وبايرن ميونخ، عندما هاجمت جماهير النادي الإنجليزي لاعبي وجماهير الفريق البافاري، مما أدى إلى حرمان ليدز من المشاركة الأوروبية لمدة 4 أعوام قبل أن يتم تقليص العقوبة بعدها إلى عامين.

أما الأمر الثاني فكان نهائي دوري الأبطال عام 1984، الذي شهد فوز ليفربول على روما، وحينها هاجمت جماهير الذئاب عددًا من مشجعي الريدز قبل وبعد المباراة، ليمر عام واحد فقط وتتواجه جماهير الريدز مع جماهير إيطالية في نهائي آخر ولكن عبر يوفنتوس هذه المرة.

ولم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، فكان ملعب هيسيل قديمًا للغاية ولم تتتم صيانته منذ سنوات، وكان الجدار الخارجي مصنوعًا من كتل أسمنتية عمدت بعض الجماهير من غير حاملي التذاكر على ركلها للدخول، وكان هناك مطالبات من الرئيس التنفيذي لليفربول حينها بيتر روبنسون بنقل اللقاء إلى ملعب آخر ولكن دون جدوى.

ومع تخصيص جزء من الملعب لجمهور الفريقين، كان هناك جزء مخصص للجماهير المحايدة البلجيكية، وحينها كانت تضم بروكسل جالية إيطالية كبيرة، وبالتالي ذهبت معظم تلك التذاكر لجماهير اليوفي مما أثار الغضب عند مشجعي  الريدز.

وقبل انطلاق المباراة بساعة واحدة، اندفعت مجموعة كبيرة من جماهير ليفربول تجاه السياج الفاصل بينهم وبين تلك المنطقة المحايدة التي تضم عددًا كبيرًا من جماهير يوفنتوس، وحينها ركضت الجماهير الإيطالية تجاه جدار صلب وحدث تدافع أدى إلى انهيار الجدار ومن ثم وفاة 39 شخصًا من بينهم 32 مشجعًا من جماهير يوفنتوس إضافة إلى إصابة 600 آخرين.

ورغم تلك الكارثة، إلا أن المباراة أقيمت وتوج يوفنتوس باللقب بعد أن فاز بهدف دون رد، ليحصد لقبه الأول، وتم حرمان الأندية الإنجليزية بعدها من المشاركة في المسابقات الأوروبية لمدة 5 أعوام.

وفي كل مرة تتواجه فيها الأندية الإنجليزية والإيطالية في نهائي دوري الأبطال، تعود إلى الأذهان ذكرى تلك الكارثة، والتي عادت ذكراها باستعداد مانشستر سيتي لمواجهة إنتر في نهائي البطولة الأوروبية يوم 10 يونيو/حزيران المقبل.