أتابع، باهتمام بالغ، نبض الأندية في المدينة المقدسة، وأقف على نفس المسافة منها، وأحزن، كثيرا، عندما يتناهى الى مسامعي ان أوضاع بعضها يتراجع وينحدر، تماما مثلما هو الحال بالنسبة لفريق الكرة في نادي سلوان، الذي تدحرج حتى استقر به المقام في الدرجة الثانية، من دون اي ردة من أبناء البلدة، الذين يربو عددهم على ستين ألف مواطن.
ينسحب الأمر على فريق دلاسال القدس السلوي، الذي كان حتى أمد قريب، يتموقع في واجهة اللعبة، لكنه تراجع وغادر مكانه ضمن فرق أندية الدرجة الممتازة، لكن عزاءنا انه بات يتأهب لعودة ميمونة الى حيث يليق به وبمكانته وعراقته.
نادي هلال القدس، يحتل منزلة واسعة في القلب والعاطفة، فهو اولا يحمل اسم القدس، وثانيا لأنه يتخذ من قلب المدينة المقدسة موقعا له كواحد من رموزها ومظاهرها، ما يعني الكثير..الكثير، انه يعني الحرص على البقاء في دائرة الأضواء بنتائجه وأنشطته وفعالياته، وصولا الى احتلال الواجهة في كافة الألعاب التي يمارسها، وفي تقدري ان الهلال يواصل مشوار العطاء والتميز، وحصاده الوفير من الألقاب يؤكد على سالمة هذا المنطق.
اعترف أنني انزعجت، كثيرا، وانا أطالع البيان الصحافي الصادر عن إدارة الهلال، وتضمن ان فريق الكرة غير جاهز للانخراط في بطولة القدس والكرامة، ولولا ان البطولة تحمل اسم عظيم القيمة والدلالة والشأن مثل القدس، لربما اعتذر عن المشاركة.
احترم، جدا، منطق الصراحة والشفافية والمصارحة الذي مارسته إدارة الهلال، وأتمنى لو ان هذا النهج، الصحي والصحيح، يصبح هو العنوان الذي يتصدر واجهة الحركة الرياضية بكافة مفاصلها وأطرها.
لكن السؤال، الذي يثور يقول: لماذا تغيب الجاهزية عن ناد كبير وعريق، ويحمل اسم القدس مثل الهلال؟ ان ادارة النادي ضربت اروع الأمثلة في بناء جسور التواصل مع كوكبة من رجال الأعمال، ومن الشخصيات الاعتبارية المتنفذة، ليس فقط على مستوى الوطن الفلسطيني، بل امتد الأمر ليشمل العمق العربي، فهناك شراكات وتوأمات بين الهلال وأندية ذات سمعة ومكانة طيبة.
نقلا عن جريدة الأيام الفلسطينية