البداية الهزيلة للمنتخبات العربية في مونديال روسيا لكرة القدم بعد الثلاثة هزائم لمنتخبات السعودية ومصر والمغرب علي التوالي تطرح تساؤلات مهمة عن بطء تطور اللعبة علي المستوي العربي والذي لا يواكب ما تشهده الساحرة المستديرة من تسارع وتطوير وإبداع ظهر جليا في مباراة أسبانيا والبرتغال بعد أداء راق في ضربة البداية للفريقين بدوري المجموعات، والتي أوضحت الفارق الكبير وحجم التطور الغائب بالطبع عن كرتنا!
وبعيدا عن أداء المنتخبات العربية الثلاثة والذي تباين فنيا رغم الخسارة،وبصرف النظر أيضا عن تمنياتنا جميعا لكل العرب بالفوز والسير بعيدا في المونديال،إلا أن أزمة الهوية لا تزال واضحة وكبيرة خاصة في الأداء الجماعي الذي لم يرقي للأسف إلي الدول الكبرى في اللعبة والمدارس الكروية العالمية المرشحة دائما للوصول بعيدا في المونديال،وكذلك في عمق شخصية المنتخبات العربية في الحدث الكروي الأكبر عالميا هذا رغم تواجد العديد من النجوم العرب في الدوريات الأوروبية الكبرى،وعلي رأسهم المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي،والجزائري رياض محرز نجم ليستر سيتي الذي يلعب في نفس الدوري،والمغربي بن عطية نجم يوفنتوس الإيطالي وغيرهم من النجوم،وأيضا رغم تاريخ بعض المنتخبات العربية وخاصة المغاربية في كأس العالم والذي كان عبارة عن “طفرات” فقدت مبدأ الاستدامة في الحدث الكروي العالمي .
الهوة للأسف ما تزال كبيرة بين الكرة العربية والعالمية والسبب يعود إلي العديد من الأسباب والعوامل التي لا يمكن سردها في مقال،أهمها تطبيق الاحتراف بمفهومه الكامل،وهو الأمر الذي قُتل بحثا وجدلا،ولم يجد حتى هذه اللحظة سبيلا إلي ملاعبنا،والاحتراف هنا يعني تطبيق مفهومه عمليا علي أرض الواقع ،وليس فقط من خلال عقود شكلية مكتوبة (في ظل واقع غير احترافي)بداية من تولي أمور اللعبة والتخطيط لها لأشخاص مؤهلين لهذا الأمر،وإنتهاءا بتهيئة الظروف الكفيلة بتطوير قاعدة النشء،لخروج جيل جديد ليس من اللاعبين فقط ولكن من الإداريين والمدربين،وكل ما يتعلق بالمنظومة الكروية المنتمية للعبة تدرس وتتعلم أصول صناعة كرة القدم،وتأهيل الجميع لمواكبة هذا التطور الهائل في هذه الصناعة لنرسم لأنفسنا هوية جديدة نخرج بها من فيلم واسطوانة التمثيل المشرف إلى واقع المستطيل الأخضر!