في غضون أيام قليلة، كان العالم العربي، قبلة لأحداث كروية كبيرة، وبشكل سلط الأنظار على هذه البقعة من العالم وبفواصل زمنية قصيرة.
قطر أبهرت الجميع بتنظيم فاق الخيال للمونديال، فكان من حفل الافتتاح وحتى عباءة ميسي، مثار إعجاب وتقدير، أثبت أن للعرب قدرات هائلة على التنظيم، لا تعادل ما شهدناه منذ سنوات طويلة في أوروبا وأمريكا، ولكن تجاوزوه وبمراحل.
لكن القصة لم تنته برفع ميسي كأس العالم، بل تواصلت بحفل مبهر، كان مثار حديث عالم الكرة، ونادي النصر السعودي يقدم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وسلطت الأضواء على المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض، وعلى نادي النصر الذي قفزت أرقامه بشكل هائل على جميع الصعد سواء تسويقيا أو إعلاميا، وأكد أنه يستحق لقب (العالمي).
لم يهدأ الإعلام وهو يتحدث عن صفقة القرن، فبعد أيام كان ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا وريال بيتيس يشدون الرحال إلى الرياض، لتخطف الاهتمام من جديد، والعالم يتابع السوبر الإسباني، في منافسة المحتدمة على أول ألقاب إسبانيا، فكانت الانطلاقة مبهرة أيضا في الحفل الذي سبق المباراة الافتتاحية بين ريال مدريد وفالنسيا، والإثارة وصلت مداها بين الفريقين اللذان احتكما لركلات الترجيح للكشف عن هوية أول المأهلين للنهائي.
ولن يتوقف الإبهار عند هذا الحد، فبعد أيام ستكون الرياض ستحتضن باراة تاريخية تجمع نجوم النصر والهلال مع باريس سان جيرمان، وستشهد عودة المواجهة بين أعظم لاعبين في العصر: ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، في ديربي من نوع خاص، افتقده كرة القدم منذ خروج كريستيانو من إسبانيا قبل 5 سنوات، وقبل هذه المباراة العالمية يوم واحد فقط، ستكون مباراة السوبر الإيطالي بين الجارين اللدودين ميلان وإنتر ميلان، لتستضيف السعودية 3 أحداث كروية كبيرة في غضون أيام قليلة.
هل انتهينا؟ ليس بعد! فهناك في المغرب، سيكون العالم على موعد جديد مع قمة كبيرة، تجمع نخبة الأبطال في كأس العالم للأندية، الذي ستستضيفه المغرب، لتجمع بين طرفي المجد، بالتألق في المونديال والحصول على المركز الرابع، واستضافة كبار أندية القارات في بطولة يتوقع لها أن تحمل الكثير من الإثارة والندية، وتطغى على كل الأحداث الكروية.
وستتواصل القصة في الجزائر، حيث ستستضيف بطولة أمم أفريقيا للمحليين، من خلال تحضيرات فاقت التوقعات وملاعب رأينا درجة جاهزيتها وتطورها، نتمنى لها النجاح في مسعاها في الخروج ببطولة تليق بسمعة الكرة الجزائرية ونجومها الذين وصلوا للعالمية.
عالم كرة القدم بات في قلب الوطن العربي، والبطولات والأحداث الكبيرة تعكس تقدما وثقافة لشعوب المنطقة، وتؤكد أنهم ورثة حضارة تضرب جذورها في التاريخ، وما زالت أياديها البيضاء شاهدة على منجزاتها التي عادت للتجسد في منافسة الغرب بلعبتهم وبما يجيدونه حقا..وباعتقادي نجحوا في ذلك إلى حد بعيد.