لماذا استقال زين الدين زيدان؟
سؤال ما زال يدور على ألسنة المتابعين، رغم مرور أسبوع كامل على القرار الصادم الذي أعلنه شخصيا في مؤتمر صحفي جبنا إلى جنب مع رئيس نادي ريال مدريد فلورينتينو بيريز.
الجميع توقع أن يتم خلال المؤتمر، الإعلان عن التغييرات الشاملة التي كان يخطط لها بيريز منذ فترة، بالتخلي عن عدد من النجوم وقد يكون أبرزهم كريستيانو رونالدو، والبدء برفد الفريق بصفقات من العيار الثقيل، وهي الصفقات التي تضمن بقاء ريال مدريد في قمة أوروبا، وتعيد له ألقابه المحلية التليدة.
لكن ما حدث خلال المؤتمر عكس كل التوقعات، وبات الحديث عن الأسباب الحقيقية التي دفعت نجم كبير بحجم وقيمة زيدان، لاتخاذ مثل هذا القرار، بعد أيام فقط من تتويجه الثالث على التوالي بلقب دوري أبطال أوروبا، بعيدا عن الحديث العاطفي بالرغبة بالراحة بعد عناء العمل الدائم، والضغوطات التي لا تنتهي.
ولأن زيدان لم يكن مجرد مدرب للفريق الملكي، فإن الأيام التي تلت قراره الصادم، بدأت تذيب الجليد عن حقيقة ما يدور داخل أروقة البيت الأبيض، والحوار الذي بات الصوت المرتفع هو أسلوبه، عند فتح ملف التعاقدات، وتحديد من يبقى ومن يرحل..ومن يأتي أيضا.
زيدان معروف بشخصيته الصارمة، وعدم رغبته في أن يتدخل أحد في عمله، وهو نهج، أوصله إلى القمة سريعا، حينما اعتمد على نجوم صغار السن، وتخلى عن نجمين كبيرين بحجم خاميس رودريجيز وموراتا، لتضارب حضورهما مع نجوم شباب مثل اسينسيو وفاسكيز، كما رفض مرارا وتكرارا التعاقد مع حارس مرمى جديد، لثقته الكبيرة بالحارس نافاس، ووضع أسماء محددة للغاية في حال قرر الاستعانة بنجم من الخارج، وتحديدا البلجيكي هازارد الذي يفضله على بقية المهاجمين الكبار.
الأخبار بدأت بالتسرب حول النقاش المحتدم بين زيدان وبيريز ليلة المؤتمر الصحفي، والذي وضع خلاله المدرب الكبير شروطه للاستمرار، بأن يكون له وحده الرأي في صفقات الموسم الجديد، فيما يصر بيريز على إبرام الصفقات التي اشتهر بها الملكي قبل وصول زيدان، والتي تأخذ الطابع الإعلامي والتسويقي، رغم بعد بعضها عن النواحي الفنية الخالصة.
زيدان بات مدربا بلا عمل حاليا، ويسير على ذات النهج الذي ابتدعه جوارديولا بعد وصوله مع برشلونة للقمة، راحة لموسم، ثم النظر في عشرات العروض، واختيار أفضلها، رغم التلميح والتصريح، بأن زيزو يحلم بقيادة منتخب الديوك، نحو مجد جديد، عله يرفع كأس العالم مدربا، كما رفعه من قبل لاعبا.
