ميادين

ما بعد صدمة ميسي .. د.محمد مطاوع

By عدنان العصار

November 23, 2022

اعتاد ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني على تلقي الصدمات في الأمتار الأخيرة من البطولات الكبيرة التي شارك فيها بقميص التانجو، لكن المنتخب السعودي كان له رأي آخر بالأمس، حين وجه له طعنة في بداية مشوار كأس العالم.

الصدمة كانت قاسية على ميسي وعشاق الأرجنتين حول العالم، خاصة بعد المسيرة المظفرة للمنتخب والذي لم يتذوق طعم الخسارة خلالها منذ عام 2019، وكان في طريقه لمعادلة رقم المنتخب الإيطالي التاريخي، لكن رجال الأخضر كانوا في الموعد وحققوا فوزا كان بمثابة المفاجأة الأكبر ليست في المونديال الحالي، ولكن على مدى النسخ الأخيرة على أقل تقدير.

كلمات ميسي قبل المواجهة، حملت الكثير من الاحترام للمنتخب السعودي، وأكد أن المباراة لن تكون سهلة مع فريق يعرف تماما كيف يهاجم ويدافع، لكن البعض اعتبر الأمر بمثابة المجاملة، أو التخدير لنجوم الأخضر، خاصة وأن الترشيحات صبت كثيرا في جانب المنتخب الأرجنتيني ليحقق أخيرا حلم قائده الحالي ميسي برفع كأس العالم، في النسخة الأخيرة التي يشارك فيها.

ويبدو أن رينارد و (أبنائه) كانوا في معزل تام عن كمية (الكوميك) التي شاهدناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مسار المباراة، وبدء تسجيل المنتخب الأرجنتيني لأهدافه مع صافرة البداية، والحيرة في عدد الأهداف التي يمكن أن يتلقاها المرمى السعودي، ووضع البعض سيناريو خيالي، (يركن) خلاله رينارد حافلة الأخضر أمام مرمى العويس، كي يقلل من عدد الأهداف قدر الإمكان.

لكن الخيال شيء، والواقع شيء آخر، فمع صافرة البداية، وضح تماما أن للسعودي هدف يريد تحقيقه، وأن الأيام والليالي التي قضاها النجوم في معسكر الإعداد الأخير في أبو ظبي، وغالبه بعيدا عن العيون، كان هناك شيء ما يدبر، وخطط يتم وضعها، لمواجهة ميسي ورفاقه المنتشين بلقب كوبا أمريكا والقادمين بحظوظ اللقب الوافرة.

الدقائق الأولى عكست كل ما قيل عن شكل المواجهة، وبدّل الأخضر السعودي الأدوار، وقام بالمبادرة دافعا المنتخب الأرجنتيني نحو خانة رد الفعل، ولم يتأثر بالهدف المبكر الذي سجله ميسي من خلال ركلة جزاء، وواصل التركيز بذات الصورة، وبلعب الدفاع المتقدم المفتوح، الذي أسقط لاعبي الأرجنتين في مصيدة التسلل التي لم يعتادوا عليها، وشن موجات من الهجمات، صعقت العالم بهدفين رائعين، ضمنت الفوز، ومعه صدارة المجموعة خاصة بعد أن تعادل منتخبي المكسيك وبولندا، ليحلق الأخضر منفردا بقمة المجموعة الثالثة، تاركا الأرجنتين في المركز الأخير بدون أي نقطة.

الآن لننسى ما حدث، ونبدأ بالتركيز على القادم، فالسعودية باتت مرشحة بقوة لعبور الدول الأول بكل سلاسة، وتحتاج إلى فوز وحيد على بولندا أو المكسيك لضمان التأهل، لكن هذا لا يعني أن يتحول الفخر إلى ترهل، فكأس العالم لا تعترف إلا بالبذل والعرق والعطاء..ويضاف لها الدم كما شاهدنا مع ياسر الشهراني الذي رسم طريق البطولة لرفاقه، وبات لزاما عليهم أن يمنحوه عهدا على الاستمرار نحو النهاية..ولم لا نشاهد السعودية في الدور ربع النهائي على الأقل؟