منذ الإعلان عن إقامة المباراة الودية بين منتخبي الأردن وإسبانيا، والاستعدادات جارية على قدم وساق، لاستضافة منتخب رفعت سواعد نجومه كأس العالم في يوم ما، والفرصة سانحة لإظهار الوجه الحضاري للأردن كدولة وللمنتخب كفريق تطور كثيرا في السنوات الأخيرة.
قبل المباراة بدأت روح الدعابة الأردنية تظهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وجروبات الواتساب والنقاشات المباشرة، فهناك من يقول إنه تم الاتفاق على تحديد عدد الأهداف بين المنتخبين، وبعض البرشلونيين يناشد أكثر من لاعب في المنتخب الأردني لـ (شطب) بوسكيتس (هو بالمناسبة لم ينزل للملعب وكأن الأخبار وصلت إلى أنريكي) وحتى المؤتمر الصحفي لم يخل من النكات، فبعض أسئلة الصحفيين تحولت إلى (كوميكس) حيث طلب أحدهم التأكد بأن من يجلس أمامه هو لويس أنريكي الحقيقي، ليرد عليه المدرب الإسباني بطلب مصافحته لإزالة شك الصحفي، وآخر يسأل أنريكي لماذا اختارت إسبانيا الأردن لمواجهتها كآخر محطة تحضير لكأس العالم، لتكون الإجابة (لا أعلم) وآخر يسأل أنريكي من اللاعب الأردني الذي ترشحه للعب في الليجا؟ علما بأن المباراة لم تبدأ بعد، فكانت إجابة المدرب الإسباني بإيماءة تملؤها الاستغراب.
والنكات لم تتوقف، حيث شاهدنا عدة فيديوهات حول خطة مدرب منتخب الأردن عدنان حمد بإرسال عدد من البائعين المتجولين وبائعي الغاز الذين يجوبون شوارع العاصمة عمان بأصواتهم المرتفعة، كي يزعجوا المنتخب الإسباني في الفندق ويمنعوهم من النوم، وغيرها من النكات التي لم تتوقف.
المباراة شكلت حالة جميلة في الأردن بشكل عام والعاصمة عمان بشكل خاص، ومثار الحديث بين الجميع، حتى أن ستاد عمان والمناطق المحيطة تحولت إلى منطقة مغلقة تماما، باستثناء من يحملون التذاكر، ورغم كل التحضيرات التي تمت، إلا أن الازدحامات الشديدة على بوابات دخول مدينة الحسين للشباب، كانت المشهد الطاغي على الساعات ما قبل صافرة البداية، وكأنها المباراة الأولى في التاريخ التي تنظم بهذا الحجم في الأردن.
عموما طغت الأجواء الاحتفالية على المباراة، وسبقتها فقرات فنية جميلة تفاعل معها الجمهور، الذي رفع العلمين الأردني والإسباني، واستقبل الضيوف بحفاوته المعهودة، واستمتع الجميع بالأهداف الأربعة ومنها ثلاثة لإسبانيا وواحد للأردن قد يعادل الثلاثة بأسرها نظرا للأهمية التاريخية للمباراة وللفارق الكبير في المستوى والتصنيف بين المنتخبين.
نأمل أن لا يكون كأس العالم آخر عهد الأردن وبقية الدول العربية بالمباريات الكبيرة، وأن تستمر دعوات اللعب مع المنتخبات الكبيرة بشكل دوري حتى نعتاد على مشاهدة هؤلاء النجوم، وعلى أجواء هذه المباريات التاريخية الكبيرة، وأن تبقى ملاعبنا بقمة الجاهزية والجمال على مدار العام بأكملة.