ميادين

ليفربول في دورة الحياة .. د.محمد مطاوع

By عدنان العصار

September 09, 2022

تعثر ليفربول..وعثراته تأخذ الكثير من الوقت لتجبر الكسر الذي يدمي قلوب عشاقه، سقط الريدز في ستاد مارادونا، وتجرع خسارة قاسية من نابولي برباعية جاءت مع الرحمة، ووجد رفقاء صلاح أنفسهم “يسيرون وحدهم” في النفق المعتم.

هذا ليس ليفربول 2019، الذي استعاد راية الزعامة الإنجليزية بعد غياب دام 29 سنة، وليس ليفربول الذي رفع الكأس ذات الأذنين بعد أن غابت شمسها عن الأنفيلد لـ 14 سنة، وليس ليفربول الذي نافس على البريميرليج في الموسم الماضي حتى الجولة الأخيرة، وخسر نهائي دوري الأبطال.

ما زلنا في بداية الموسم، وعثرات فريق كلوب تكبر ككرة الثلج، التي قد تتدحرج وتأخذ المدرب الألماني معها، رغم كل ما بذله وأنجزه في سنواته السبع الذهبية مع النادي العريق..وتوخيل ليس ببعيد!

الجميل في كلوب أنه دوما يؤشر على عيوبه وأخطائه، بل ويبتسم وحزن العالم في عينيه واصفا حالة فريقه، وقال بعد كارثة الأربعاء “وولفرهامبتون لن يتوقف عن الضحك إذا رأى مباراة نابولي”، عادته دوما في منح الحق لأصحابه وانتقاد نفسه قبل الآخرين، ولعل في ذلك تفسير لأسطورته كمدرب له حضور يأسر ألباب عشاق اللون الأحمر.

بتنا نخشى على صلاح، من مغبة الدخول في صراعات القوى داخل معقل الأنفيلد، فالنتائج السيئة دوما تولد معارك جانبية تبدأ بكبار الفريق..وصلاح من أكبرهم، ولعل خروجه المبكر أمام نابولي إشارة ما، قرأها كل من يتابع ليفربول بأن هناك مسؤولية قد تحملها بشكل أو بآخر، على الرغم من أنها كانت محاولة لترميم الفريق وتغيير الواقع الواقع المؤلم على الأرض.

ما يحدث في ليفربول يمثل طبيعة كرة القدم التي تتدحرج معها جميع المراكز، فمن كان في الأعلى يهبط للأسفل..ومن كان في القاع مرشح للصعود نحو القمة، وهو ما ينطبق حاليا على تشيلسي الذي وجد ملّاكه الضحية الأسهل بالتخلي عن توخيل صانع مجد دوري الأبطال الأخير، وما قد يحدث مع مانشستر يونايتد الذي لم يعرف الاستقرار منذ رحيل أسطورته فيرجسون، فرغم تحسن النتائج محليا، عاد الفريق للسقوط في الدوري الأوروبي، وسنكتفي بالانتظار وترقب ما يمكن أن تحدثه الظروف والنتائج في الأيام القادمة، فالاحتمالات مفتوحة على أبوابها الكبيرة.