توج أتلتيكو مدريد الإسباني، بلقب الدوري الأوروبي لموسم 2017-2018، بعد الفوز على مارسيليا الفرنسي، بنتيجة 3-0، في النهائي الذي أقيم اليوم على ملعب الأنوار بفرنسا. أحرز أنطوان جريزمان الهدف الأول للروخيبلانكوس في الدقيقة 21، ليعود ذات اللاعب ويضاعف النتيجة في الدقيقة 49، فيما أحرز جابي الهدف الثالث في الدقيقة 89. قدم رجال دييجو سيميوني مباراة تكتيكية ممتازة ، وتمكنوا من وضع أيديهم على مفاتيح خطورة الخصم، ليستغلوا أخطائه الدفاعية بتسجيل هدفين وحسم نتيجة اللقاء.
ووسط صخب جماهيري أجواء حماسية كبيرة، انطلقت المباراة بضغط شرس من لاعبي مارسيليا الذين حاصروا أتلتيكو مدريد في مناطقه وقدموا أنفسهم بصورة رائعة مع الدقائق الأولى.
تراجع أتلتيكو مدريد إلى الـ 30 متر الأخيرة، سمح لمارسيليا لامتلاك زمام وسط الملعب، ففي الدقيقة 6 انطلق ديمتري باييه بكرة على حدود منطقة الجزاء، أرسلها لجيرمان الذي أنفرد بالمرمى، ولكنه أضاعها بغرابة شديدة. واصل الفرنسسين الضغط الهجومي عن طريق الجبهة اليمنى الذي شغلها الأرجنتيني أوكامبوس، حيث تمكن من التفوق على فيرساليكو في أكثر من لقطة، ولكن التكتل الدفاعي أحبط محاولاته في المزيد من الانطلاقات. ركز دييجو سيميوني على الجبهة اليمنى لخصمه، حيث كثف الضغط على عناصر الخطورة المتمثلة في فلوران توفان، نظرا للسرعته والمراوغات التي يقوم بها، ولكن تعامل لاعبي الروخيبلانكوس بشكل ممتاز في تعطيل خطورته.
حاول مارسيليا بشتى الطرق لاختراق دفاعات أتلتيكو مدريد ولكنه لم يجد مفرا أمام القوة والخبرة الكبيرة للاعبي وسط ومدافعي أتلتيكو مدريد. لم يخلق أبناء العاصمة الإسبانية أي فرصة خطيرة على المرمى، حيث جاءت محاولاته على استحياء سواء بهجمة مرتدة أو كرة ثابتة، ولكنها لم تثمر عن أي خطورة على مرمى مانداندا. وفي الدقيقة 21 استطاع أنطوان جريزمان احراز هدف التقدم لأتلتيكو مدريد، بعدما استغل جابي خطأ إنجويسا في استلام الكرة ليمررها لجريزمان الذي انفرد بالمرمى ووضعها بسهولة في الشباك. أجرى المدرب رودي جارسيا تغيير اضطراري بخروج القائد ديمتري باييه في الدقيقة 31 للإصابة، ودخل الشاب ماكسيم لوبيز بدلا منه. هدأ أداء الفريقين بعد الهدف حيث تلقى لاعبي أتلتيكو مدريد دفعة معنوية كبيرة بثت فيهم الثقة في استكمال ما تبقى من اللقاء، بينما واصل لاعبي مارسيليا المعاناة أمام صلابة دفاعات الروخيبلانكوس، الذين منعوا الماء والهواء عن المهاجم جيرمان. أجرى سيميوني التغيير الأول لفريقه مع انطلاق الشوط الثاني، حيث أخرج الظهير الأيمن فيرساليكو ودفع بخوانفران، كما أجرى جارسيا التغيير الثاني بخروج أوكامبوس ودخل كلينتون نجي. سيطر الإسبان على الكرة في الدقائق الأولى من الفترة الثانية، ومع الدقيقة قضى جريزمان على جزء كبير من أحلام مارسيليا في العودة للمباراة، بعدما أحرز الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 49. لم يجد لاعبو مارسيليا حلا آخر لتقليص الفارق سوى الضغط الهجومي بكل الخطوط، فحتى مع دخول الكاميروني نجي، لم تسعفه سرعته في تقديم أي جديد على منظومة فريقه الهجومية. أجرى جارسيا التغيير الثالث والأخير في الدقيقة 74 بدخول ميتروجلو بدلا من جيرمان. استغل أتلتيكو مدريد المساحات التي تركها لاعبي مارسيليا في الخلف، بعد انطلاقهم للأمام، حيث وصل الفريق بأكثر من كرة خطيرة من جانب أنخيل كوريا وكوكي وجريزمان ولكن أفتقدوا للمسة الأخيرة. كاد اليوناني أن يبث الأمل في نفوس فريقه ومع الدقيقة 80 حول كرة برأسه بتجاه المرمى فشل الحارس أوبلاك في التصدى لها، ولكن أتى القائم الأيمن لمنع المحاولة في تقليص الفارق. بدأ سيميوني في اتخاذ قراراته بتأمين النتيجة، حيث أجرى التغيير الثاني بخروج الجناح أنخيل كوريا وأشرك توماس بارتي. وفي الدقيقة قبل الأخيرة تمكن جابي من إضافة الهدف الثالث بتسديدة أرضية داخل منطقة الجزاء على يسار الحارس مانداندا. وقبل نهاية اللقاء دفع المدرب الأرجنتيني بفرناندو توريس بدلا من رجل المباراة أنطوان جريزمان.