بدأ العد التنازلي، لإقامة نهائي دوري أبطال أوروبا، بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، على الملعب الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية، كييف، ولم يتبق سوى 10 أيام فقط، على الصدام الناري. حلم ينتظره الجميع في العاصمة الإسبانية، التي ستكون بصدد تحقيق إنجاز، قد يكون من المستحيل تكراره في الحقبات المقبلة، وذلك في حال تتويج الفريق الملكي، باللقب الـ 13 في تاريخه، والثالث على التوالي. فيما يسعى الريدز، حامل لواء الإنجليز أوروبيا، في إنهاء الموسم، بلقب، عانوا كثيرا من أجله، خاصة مع تواجد مجموعة من اللاعبين، تخطوا حاجز الخوف مع المدرب يورجن كلوب، حتى وصلوا للنهائي، لأول مرة منذ 11 عاما.
ولكن على أرض الواقع، على الفريقين أن يستعدوا جيدا للقاء، وهو بالطبع ما سيحدث، نظرا لوجود العديد من المشاكل التي ستؤرق أحلامهم في الفوز بالكأس ذات الأذنين، وعلى رأسها المشاكل الدفاعية، النقطة التي يشترك فيها كلوب وزيدان بدرجة كبيرة، أضاعت عليهما، فرصة تقديم موسم أفضل بكثير. بدأ ريال مدريد موسمه، وهو الفريق الأفضل في العالم، فقد حقق دوري الأبطال، للمرة الثانية على التوالي، ثم هزم مانشستر يونايتد، في السوبر الأوروبي، كما تفوق على برشلونة ذهابا وإيابا في السوبر المحلي، ولكن تغير الحال تماما مع انطلاق الليجا. بدأت المشكلة الدفاعية في فريق زيدان، بابتعاد وسط الملعب بالكامل عن مستواه، سواء توني كروس أو لوكا مودريتش أو كاسيميرو، بعد أن خاضوا موسما مرهقا، ثم فترة إعداد مزدحمة بالمباريات، وهو ما أدى إلى كشف عيوب خط الدفاع، الذي عانى بشدة، عقب مرض داني كارفاخال في القلب. قد لا نستطيع أن نذكر مدافعا في ريال مدريد، كان مستواه ثابتا طوال الموسم، ففاران كان يفتقد التركيز في مناسبات كثيرة، وراموس لا يقدم كل شيء، سوى في المواجهات المهمة، كما أن المساحات الكبيرة التي يتركها مارسيلو في الخلف، أثرت بشدة في الأداء الدفاعي للفريق. ولعب كاسيميرو، دورا مهما في فوز ريال مدريد بثنائية الليجا والأبطال العام الماضي، وقدم مستويات دفاعية جيدة وهجومية متوازنة، ولكن في الموسم الحالي، تراجع مستواه بشكل ملحوظ، وهذا نفس الحال مع مودريتش وكروس. وتلقى الفريق الملكي، 6 هزائم هذا الموسم في الليجا، قبل جولة من النهاية، وهو ضعف ما خسره في الموسم الماضي، كما سكنت شباكه 42 هدفا، مقابل 41 هدفا استقبلهم في الموسم الماضي. على الجانب الآخر، لا يختلف الأمر كثيرا، فعانى ليفربول أيضا من المشاكل الدفاعية منذ انطلاق الموسم، الأمر الذي كان سيؤدي لنتائج كارثية، لولا تعديل الوضع بعض الشيء، بالتعاقد مع المدافع فيرجل فان ديك، في الميركاتو الماضي. وقدم كلوب، فريقا هجوميا على أعلى مستوى، مع الثلاثي ساديو ماني ومحمد صلاح وروبرتو فرمينو، وسجل المهاجمون، أهدافا كثيرة، ولكن كان يصب الأمر في إناء مثقوب، حيث كانت الأخطاء الدفاعية، تفسد النتائج. وتلقى ليفربول، هزائم ثقيلة هذا الموسم، في الدور الأول، على يد مانشستر سيتي بخماسية نظيفة، وتوتنهام بنتيجة 1-4، وكان خط الدفاع، هو المسئول الأول عن أغلب الأهداف. وكاد أن يخرج ليفربول بنتيجة الفوز في مباريات كثيرة هذا الموسم، كما أفلت من الهزيمة بأعجوبة في أحيانا آخرى، وذلك بسبب الأخطاء الدفاعية، حتى في وجود المدافع الهولندي، مثل التعادل في لقاء توتنهام في الدقائق الأخيرة، وكذلك مباراة العودة في نصف نهائي دوري الأبطال، حيث سكنت شباك كاريوس، 4 أهداف.