يحبس عشاق الساحرة المستديرة أنفاسهم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، انتظارًا لمتابعة الحدث الكروي الأعظم على الكرة الأرضية، ويتمثل في نهائيات كأس العالم، في روسيا، الصيف المقبل، بمشاركة 32 منتخبًا. ويقضي نجوم كرة القدم، الغالبية العظمى من مسيرتهم الرياضية مع الأندية، حيث التدريبات اليومية والمنافسة طوال الموسم على البطولات المختلفة، ولكن يظل حمل ألوان المنتخب الوطني، خاصة في بطولة كأس العالم، هو الشغف والحلم الأكبر، لدى الكثير من اللاعبين، بعض عظماء كرة القدم، الذين لم يحالفهم الحظ والتوفيق، في التتويج بلقب كأس العالم مع منتخباتهم.
نستعرض بعض اللمحات من أسطورة حراسة المرمى، الألماني أوليفر كان.
رغم المسيرة المميزة لأوليفر كان، والحافلة بالألقاب مع نادي بايرن ميونخ، لكنه فشل في حصد لقب المونديال مع منتخب بلاده. وشارك أوليفر كان، في 4 نسخ متتالية لنهائيات كأس العالم، أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، لكن لم يحالفه الحظ في نيل شرف حمل اللقب المونديالي. وفي نسخة 1994، تصدر منتخب ألمانيا، مجموعته برصيد 7 نقاط، بعد الفوز بهدف نظيف على بوليفيا، والتعادل الإيجابي 1-1 مع إسبانيا، والانتصار، بنتيجة 3-2 على كوريا الجنوبية. وفي ثمن النهائي، تقابل المنتخب الألماني مع نظيره البلجيكي، ونجح المانشافت في حسم المباراة، لصالحهم، بنتيجة 3-2، ليضرب موعدا مع نظيره البلغاري في دور الثمانية.
لكن العملاق الألماني، ودع البطولة، على يد بلغاريا، بعدما خسر بنتيجة 1-2، في المباراة التي أقيمت على ملعب جاينتس، بالولايات المتحدة. وفي نسخة 1998، التي أقيمت بفرنسا، تصدر المنتخب الألماني، مجموعته برصيد 7 نقاط، من انتصارين على الولايات المتحدة وإيران، والتعادل مع يوغوسلافيا. وفي ثمن النهائي، تخطت الماكينات الألمانية، عقبة المكسيك، بالفوز عليها، بنتيجة 2-1، لكنها ودعت البطولة، على يد كرواتيا، بخسارة قاسية، بثلاثية نظيفة، في دور الثمانية. وفي نسخة 2002، والتي شارك فيها أوليفر كان، وكان يبلغ عمره وقتها 32 عاما، نجح المنتخب الألماني، في شق طريقه للنهائي.
في دور المجموعات، تصدرت ألمانيا، المجموعة برصيد 7 نقاط، بعد الانتصار على السعودية والكاميرون، والتعادل مع أيرلندا، لتضرب موعدا مع باراجواي في دور الـ 16. وبالفعل، تخطت ألمانيا، عقبة باراجواي، بالفوز عليها بهدف نظيف، ثم تغلبت على الولايات المتحدة، بنفس النتيجة في دور الثمانية. وفي نصف النهائي، أفلت منتخب ألمانيا، من مفاجآت صاحب الأرض، كوريا الجنوبية، وانتصر عليه، بهدف حمل توقيع مايكل بالاك. وفي المباراة النهائية أمام البرازيل، فشل أوليفر كان، في قيادة منتخب بلاده، لحصد اللقب، بعدما استقبلت شباكه، هدفين في الدقيقتين 67 و79، من توقيع الظاهرة رونالدو.
وعلى مدار البطولة، لم تستقبل شباك أوليفر كان، سوى 3 أهداف فقط، ولذلك تم اختياره أفضل لاعب في كأس العالم لسنة 2002. وفي نسخة 2006، التي أقيمت على أرض ألمانيا، نجح صاحب الأرض، في تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، بعد الفوز على كوستاريكا وبولندا والإكوادور. وفي ثمن النهائي، تغلب منتخب ألمانيا، على نظيره السويدي، بهدفين حملا توقيع لوكاس بودولسكي، قبل أن تبتسم ركلات الجزاء الترجيحية، لصاحب الضيافة، على حساب الأرجنتين، في دور الثمانية. وفي نصف النهائي، خسر منتخب ألمانيا، على أرضه ووسط جمهوره، بثنائية نظيفة أمام نظيره الإيطالي، لكنه أنهى المونديال، ثالثا، بعد الفوز على البرتغال، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، بنتيجة 3-1، علمًا بأنها المباراة الوحيدة التي شارك فيها كان بهذا المونديال.