الساحر الصغير .. د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الساحر الصغير .. د.محمد مطاوع

اعتدنا أن نشاهد مواهب متميزة في عالم كرة القدم، بعد أن تنضج، وتمر بمختلف دروب الإعداد والتحضير، وتأخذ وقتها في المشاركة بجانب أقرانها حتى يكتمل نموها، لتأخذ الفرصة في الملاعب وقد اكتملت جاهزيتها.

لكن في حالة الشاب بيدرو جونزاليس لوبيز، والملقب بـ (بيدري)، اختلفت الأمور، فموهبته الفذة فرضته سريعا على الملاعب، وبات واحدا من أهم نجوم المنتخب الإسباني بسرعة البرق، ويتحول إلى قطعة لا يستغنى عنها في تشكيل نادي برشلونة.

ولد هذا الشاب في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2002 في مدينة تيجوستي الإسبانية، وبدأ مع فرق الشباب في جوفينتود لاغونا، ثم انتقل إلى نادي لاس بالماس، فلفت إليه الأنظار بسرعة بعد أن سجله التاريخ كأصغر لاعب يرتدي قميص النادي في تاريخ الليجا، وكان برشلونة أول الرابحين في جلبه لقلعة الكامب نو والتعاقد معه في عام 2019 ولم يكمل حينها 17 عاما، ومقابل 5 ملايين يورو.

هناك العديد من المعلقين والمتابعين، وقعوا في الخطأ عندما أشادوا بموهبة بيدري التي تفتحت بين جدران وملاعب أكاديمية لاماسيا البرشلونية، لكن عذرهم أن بيدري يحمل جينات هذه الأكاديمية، وأسلوب برشلونة الممتع، فلم يختلف كثيرا عن موهبة من سبقوه من النجوم، وخاصة ميسي وتشافي وأنييستا، بالمهارة الجميلة، ولأداء الساحر، والحسم في المواقف الصعبة.

مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي فاجأ أوروبا بأسرها عندما اعتمد على هذا الشاب الصغير أساسيا في المنتخب الإسباني، وكان النجم الذي لا يمس في تشكيلة اللاروخا منذ استدعائه للمشاركة في بطولة أمم أوروبا 2020، وساهم في بلوغ إسبانيا  قبل نهائي اليورو، وشارك في مواجهة إيطاليا التي انتصرت بفارق الركلات الترجيحية.

حطم النجم الشاب العديد من الأرقام  في يورو 2020 منها أصغر لاعب يمثل المنتخب الإسباني في اليورو، وأصغر لاعب يشارك في الأدوار الإقصائية، ونظير أرقامه المذهلة في البطولة فقد حصد جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، وكان الإسباني الوحيد في تشكيلة البطولة.

عام 2021 كان علامة فارقة في تاريخ هذا الشاب، فإلى جانب مشاركته مع ناديه برشلونة، ومشاركته في اليورو، كان لاعبا في منتخب الشباب الإسباني في بطولة أوروبا، وكان واحدا من نجوم منتخب إسبانيا في أولمبياد طوكيو، حيث وصل للنهائي قبل الخسارة من البرازيل، ولعب في ذلك الموسم 76 مباراة، وهو رقم كبير جدا على لاعب شاب لم يكمل الـ 18 من عمره.

رحل ميسي عن برشلونة في الموسم الماضي، ففاقم مشاكله التي كانت قد بدأت منذ موسمين، حيث تسربت الألقاب من بين يديه، وفشل مرة تلو الأخرى في الظفر بكأس أبطال أوروبا، لكن حضور بيدري الطاغي على التشكيلة الكتالونية، ولعبه بأسلوب السهل الممتنع، يشعرك بأن روح ميسي ما زالت في البرنابيو، فما يقوم به هذا الشاب الصغير، يطغى بسحره على كل من يتابعه، تشعر أنه يركض بهدف يعرفه جيدا، ينظر بأربعة عيون ويوجه الكرة في المكان المناسب تماما، لا يستستلم في محاولاته، ويتعامل بقوة في تدخلاته لانتزاع الكرة.

الهدف الذي سجله بيدري بالأمس بمرمى جالطة سراي التركي في إياب دور الـ 16 للدوري الأوروبي، عكس موهبة فذة للاعب بهذا العمر، فتعامل بكل صلابة مع خشونة المدافعين الأتراك، وتلاعب بهم واحدا تلو الآخر، قبل أن يودع الكرة بكل هدوء في الشباك، وبخبرة لاعب في الثلاثين من عمره.

موهبة بيدري بثت في عشاق البارسا واللاروخا واللعب الجميل، الأمل من جديد في استمرار مسيرة النجوم التي خشينا عليها من الإنقراض بعد زمن مثير كان فيه ميسي وكريستيانو رونالدو، فارسي حقبة رائعة في تاريخ كرة القدم، وسيكون إلى جانب بقية النجوم التي ظهرت على المستديرة في الأعوام الأخيرة، خير ضمان للمتعة الكروية التي لا تنتهي.

التصنيفات: ميادين