انتصر.. وتأهل.. في شدة الوجع.. وذروة الألم
معاذ الخميسي – جاءوا من يمن التاريخ والحضارة.. ومن أقدم مدن الأرض.. وأصل وفصل العرب.. وأهل الشهامة والشجاعة والشموخ والكرم.. – وسافروا من بلاد بعيدة.. مقصوفة.. ومدمرة.. ومحاصرة.. يفتك بأهلها المرض.. ويحاصر سكانها القلق.. موظفوها بلا مرتبات.. وكبارها وصغارها يواجهون التحديات.. – استعدوا.. وتدربوا.. في صنعاء.. لم تخفهم أصوات الطائرات.. ولم يرعبهم قصفها.. واستمروا في الإعداد والتجهيزات.. – ذهبوا واليمن الكبيرة.. الموحدة.. العظيمة.. في قلوبهم.. والأحوال الصعبة.. المؤلمة.. القاهرة.. في وجدانهم.. وهمهم الأول.. الانتصار لليمن.. واسعاد اليمنيين.. – غادروا براً.. وواجهوا الأهوال.. وبعد يومين سفر ومخاطر وتعب ومشقة.. وصلوا سلطنة عمان.. وانتقلوا إلى الدوحة.. ليؤكدوا للعالم أن إرادة الإنسان اليمني لا تلين.. وهي أقوى من كل المراهنات.. وجميع الصعوبات.. – فازوا بستة أهداف في أول مباراة يخوضونها خارجياً لأول مرة في حياتهم أمام المنتخب القطري.. وتألقوا.. وأبدعوا.. ووحدوا أبناء الشعب الذين تناسوا الأوجاع وأفردوا للفرح مساحة كبيرة عاشوا من خلالها مع طعم الفرح الذي جاء من رحم المعاناة.. وفي ذروة الألم..! – وفي المباراة الثانية – أمام منتخب بنجلادش نجحوا في مواصلة التألق.. وفازوا بهدفين.. وانتصروا.. وتأهلوا.. إلى النهائيات الآسيوية.. وأثبتوا أنهم وبرغم صغر سنهم.. رجال أشداء.. ونجوم أوفياء.. ويمنيون نبلاء.. – إنهم..لاعبو منتخب ناشئي اليمن لكرة القدم.. وهو الإنسان اليمني الذي لا يتوقف عند الصعاب.. ولا ينكسر أمام العواصف.. ولا يعرف المستحيلات.. ولا ينال منه العدوان.. ولا الاعتداءات.. والتحالفات.. ولا يخنع ولا يسجد إلا لله سبحانه وتعالى..!