ميادين

حرب إيتو على إنفانتينو! .. د.محمد مطاوع

By عدنان العصار

January 07, 2022

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، بالحرب الضروس التي شنها رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم وأسطورة الكرة الإفريقية صامويل  إيتو، على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.

وحسب ما ورد على هذه المنصات، أن إيتو يخطط لوضع إنفانتينو وكبار ضيوف بطولة الأمم الأفريقية من خارج القارة السمراء، في الصفوف الخلفية، وتخصيص الصفوف الأمامية التي تسلط عليها الأضواء في حفل الافتتاح لأساطير القارة الأفريقية فقط، باعتبارهم صناع الحدث والأحق بهذا التكريم.

الغريب في الأمر أن العديد انساق لهذه التصريحات ومثلها رد إنفانتينو عليها والمبالغة في قسوة الكلمات الموجهة لنجم سطّر تاريخا مهما للكرة العالمية من خلال فوزه بدوري الأبطال 3 مرات، منها مرتين مع برشلونة وواحدة مع إنترميلان إضافة لتتويجه مع النادي الإيطالي بلقب كأس العالم للأندية، وسلسلة من الإنجازات في البطولة المحلية مع الكبار.

ومهما كانت قوة إيتو في بلده والقارة الإفريقية، إلا أنه لن يصل إلى قوة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الحاضن الأول للعبة في جميع أنحاء العالم، وبشكل جعله بميزانيته وإمكانياته يماثل دولة صغيرة لها استقلالتها التامة، وبالتالي فإن قيمة إنفانتينو تستمد من قيمة كرة القدم العالمية وليس لشخصه أو جنسيته أو لونه.

إنفانتينو سيجلس إلى جانب الرئيس الكاميروني في حفل الافتتاح، حقيقة لا جدال فيها، والمشكلة ليست أين يجلس رئيس الفيفا وكبير الكرة العالمية، ولكنها في تقدير هذه الشخصية، واستحالة تصور وجودها في مقاعد الظل بمثل هذ الحفل الذي ستوجه أنظار العالم بأسره إليه، وقد تكون مكاتب المراهنات بدأت باستثمار هذه القضية، للمراهنة إن كان أنفانتينو سيجلس في المقاعد الأمامية أو الخلفية.

لو عدنا شهر من الآن، وتابعنا تحركات صامويل إيتو في سبيل إقامة بطولة الأمم الأفريقية في موعدها، لوجدنا أن الحل كان في الاجتماع الذي عقده رئيس الاتحاد الكاميروني مع رئيس الفيفا، والذي على ضوئه وضعت الأحرف الأولى من قرار التثبيت، الذي تم إعلانه عقب زيارة رئيس الكان إلى الكاميرون، والأمر يعود للإجراءات التنظيمية الإدارية المعتادة، بعيدا عن الاجتهادات الشخصية والإجراءات الأحادية التي لا يمكن أن تفلح في مسألة تخص كرة قارة، وترتبط بأسرة الكرة العالمية من خلال لاعبيها الذين ينشطون في الدوريات الكبرى بشكل خاص ومعظم دوريات العالم بشكل عام.

إيتو لا يمكن أن يفرض ما يريد على الفيفا، والاقتراحات التي نسبت له بتوزيع كأس العالم على القارات الخمسة ورفع عدد منتخبات أفريقيا في المونديال لا يمكن أن تكون عملية، فالأمر يعود لقرار الفيفا ومؤسساتها الكبيرة، والأمر كله لا يتعدى تفسيرات وتحليلات قد تهدف لتضخيم صورة إيتو، وشيطنة إينفانتينو، لكن الصورة الحقيقية ستنقشع مع بدء البث لحفل الافتتاح الرسمي للبطولة الإفريقية..وبعدها لكل حادث حديث.