ليس شرطا أن تكون لأفراحنا ثمن , او من اجلها يدفع الاخرين الثمن , او يسقط الابرياء صرعاء , وذلك كما حدث في صنعاء وبعض المحافظات بعد استقبال رؤوسهم لراجع الرصاص من السماء بعد اعلان الفرحة بفوز ناشئي اليمن ببطولة اتحاد غرب اسيا لكرة القدم فأسرع الكل باطلاق الرصاص الحي في السماء , مع انه كان يكتفى بالالعاب النارية كما هو معمول به في مختلف البلدان في الافراح الرياضية . .
صحيح ان فرحتنا بما انجزه منتخبنا الوطني للناشئين بعد فوزه ببطولة اتحاد غرب اسيا وقهره لنظيره النتخب السعودي كانت كبيره سقفها السماء , لكن ذلك لا يعطي الحق في الحاق الاخرين المآسي والاحزان . .
فرحتنا بالفعل ببطولة هي الاولى من نوعها على مستويات منتخباتنا لكرة القدم وتستحق ان تمتد في كل الارجاء , ذرفت العيون الدموع من كل اليمنيين في الداخل وفي الخارج , حتى اليهود من اصول يمنية في فلسطين المحتلة بكوا من شدة الفرح بفوز الاحمر اليمني الصغير . .
والبعض ذرفت عيونهم دموع الحزن على خسارة السعودي من ابطالنا , والبعض ضحى بشنبه ودفعه الثمن , كالسعودي الذي اعلنها صراحة بحلق شنبه بعد الهزيمة .
دموع انهمرت بغزارة بعد الفوز والتتويج بالبطولة والكأس , وأعصاب اتلفت مع احداث المباراة الدراماتيكية بين احمر اليمن واخضر السعودية جعلت من الجماهير والمتابعين يجلسون على اعصابهم وايديهم على قلوبهم المأسورة بالخفقان , وهي ترقب الفوز خطوة بخطوة وترفض الخسارة او التلقي لاي ضربة قاضية . .
لحظات كانت عصيبة لم تحدث مغ الجماهير اليمنية الا في نزالات الملاكم الاسطورة البرنس نسيم حميد كشميم بطل العالم , أيام نزالاته الشهيرة في وزن الريشة على حلبات الملاكمة . .
نعم للفرحة بانجاز واعجاز ناشؤونا بطولة اتحاد غرب آسيا , ونعم بتكريمهم ماديا ومعنويا وبما يتناسب وعقليتهم الفطنة . .
كرموهم شريطة ان لا تفسدوهم او تجعلوهم يميلون عن مسارهم الصيح مع معشوقتهم كرة القدم . .
الغالب اعلن عن تكريم منتخف الناشئين ابطال اتحاد غرب اسيا بمبالغ مالية وعينية خيالية وبعضها غير حقيقية للاستهلاك الاعلامي او من اجل الدعاية الاعلانية . .
كرموهم ولا تفسدوهم , كرموهم بما يشجعهم بالمحافظة على مستواياتهم ومواصلت مشوارهم مع كرة القدم في انديتهم وفي تمثيل المنتخبات الوطنية الشباب والاولمبي وحتى الاول . .
كرموهم ولا تجعلوهم يدفعون الثمن . .
لأن الأموال المطلقة مفسدة مطلقة . . كرموهم بما يدفع بهم الى ابواب الاندية الرياضية وبما لا يودي بهم الى ابواب اسواق القات فيصيرون مقاوتة او سائقوا باصات ويبتعدون عن الرياضة ويضيعون كنجوم منتخب امل 2003 العالميين . .
افرحوا بمنتخب الامل بالمعقول , ولا تحرمونا من الامل المأمول . . وكفى !