خليك تمام .. للأحمر الصغير تعظيم سلام ..! .. محمد العولقي – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

خليك تمام .. للأحمر الصغير تعظيم سلام ..! .. محمد العولقي

*
* هيا أيها الهدهد طف على شمسان و اجزع ساحل أبين و الغدير، كل شيء معقول يا صغاري إلا هذه الفرحة العارمة التي وحدت القلوب و الأفئدة في زمن تفرقت فيه أيدي سبأ ..
* للعرب قيسان : قيس الشاعر المجنون بليلى، و قيس المدرب الولهان بالحذق التدريبي .. الأول راح ضحية ليلى المريضة، و الثاني يغني على ليلاه شجنا بنكهة بن اليمن يا درر يا كنز فوق الشجر .
* ليل قيس الشاعر تطاول في (دمون)، أما قيس المدرب فليله انقشع و الفرحة عمت و انجلت في البلاد سكان العباد مبروك علينا كل عيد ..
* قصيدة الشاعر قيس من حروف ملتهبة مطعمة بقافية بكاء، أما قصيدة المدرب قيس فأبياتها من لحم و دم، صاغها بضعة أشبال يضبطون الروي و حرف القافية ..
* هذا المنتخب عطاء من الطبيعة، هبة من المولى عز وجل لهذا الشعب الذي يتقلب على جمر ألاعيب السياسيين المكتئبين ..
* هذا المنتخب نتاج مدرب شاب طلب العلا فسهر الليالي دون وسيلة مساعدة لا من صديق و لا من عدو، باستثناء أن هذا المنتخب اعتمد في مشواره نحو منصة التتويج على مساعدة جمهوره الوفي المخلص الذي افترش المدرجات و هتف بحناجره للصغار و ليس سياسي مستصغر الشرر، كما أنه اعتمد على ذاته وليس على خفة عفريت من الجن ..
* هذه مواهبنا طبيعية من الشارع و الحارة إلى المنتخب دون المرور بمرحلة تدوير في ظل غياب الرؤية الواضحة لاتحاد الكرة ..
* مواهبنا هكذا أخضر من الله لا مطر و لا شي، اقلب حجرا تجد تحتها موهوبا راقصا و كأنه من مخرجات الكوبا كابانا..
* يتألقون و أمامهم الخصوم يتساقطون كأوراق الخريف، يتناغمون و في حضرة انسجامهم يوزعون متعة الكرة السهلة البسيطة البعيدة كل البعد عن التكلف و التقليد و اللعب المعلب المصنوع بالريموت كنترول ..
* عاصرت منتخب 2003 الذي فاز بفضية آسيا و بلغ نهائيات كأس العالم للناشئين في فنلندا في ذات العام، لكنه أبدا ليس في قريحة هذا المنتخب الصغير قولا و فعلا، وليس في مستوى التقارب السني مع هذا المنتخب الذي يبدو أفراده متساوين كأسنان المشط ..
* و أخيرا هذا المنتخب يضع على صدر وطنه الجريح القلادة الآسيوية الأولى، لقب طال طال كثيرا لكنه جاء في وقت الحاجة الماسة ليفرح هذا الشعب الفقير الذي لا يجد ما يسد به رمق الحياة ..
* لا يدرك الشوق إلا من يكابده و الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار، و المدرب قيس محمد صالح كان يموت كل ثانية مائة مرة، كان محاصرا بالكثير من الإرهاصات، لكنه قاوم غيبوبة الجرح فخرج من المعمعة بطلا لا يقل بطولة عن سيف بن ذي يزن
* تعلقت بهؤلاء الصغار الذين انتصروا للشعب المترب، و هزموا السياسيين بفلسفة و عقلية الفوز ، فأكدوا من جديد أن اليمني ثمنه غال جدا أغلى من كل ملايين السياسيين الذين جاءوا اليوم ليحتلوا المشهد و قدموا أنفسهم صناعا لهذه الملحمة الشعبية الكبيرة (شوفوا على زناطين) ..
* كان الجمهور اليمني وقود اللاعبين و الداعم المعنوي الأول لهم و المحرك لطاقاتهم و الشاحن لبطاريات طبيعية لا تنضب، كانوا هم اللاعب الأهم الذي هزم المنافسين في رمشة عين ..
* على الأقل خلصنا هذا المنتخب من عجين السياسة و من ألعابها الدراكولية شديدة الخطورة..
* لأول مرة ينضبط الضغط و يعتدل السكر دون الحاجة لأقراص أو إبر أنسولين و البركة في هؤلاء الشطار الذين نقلوا معنوياتنا من الحضيض إلى سابع سماء ..
* شكرا لكم أيها الصغار لأنكم أطعمتونا من جوع و آمنتونا بفضل الله من خوف اللحظة الدراماتيكية
* شكرا لكم لأنكم كنتم لنا مثلما كنا لكم، خليكم تمام لتحتفظوا بتعظيم السلام ..
* شكرا لكم لأنكم فضحتوا تجار السياسة و عريتوا من يهملكم من كل أوراق التوت ..
* شكرا للجمهور الذي يثبت دائما في السراء قبل الضراء أن بلازما الكرة تسبح في دمه، و أنه جمهور فريد لا نظير له ..
* باقي نصيحتان :
الأولى للسياسيين في الداخل و الخارج : ابعدوا أموالكم عن عقول هؤلاء الصغار، دعوهم كما هم أنقياء يحملون في قلوبهم هم و هموم الناس ..
و الثانية لاتحاد الكرة : هذا الإنجاز ليس لك فيه ناقة و لا جمل، و هذا اللقب لا يحمل لك بصمة، بصمتك الحقيقية واضحة جدا و تكمن في المنتخب الأول المدمن فشل و البركة في عقلية أنا و من بعدي الطوفان ..!

التصنيفات: ميادين