أثناء كتابتي هذا العمود، يخوض منتخبنا الأولمبي لقاء هاما وفاصلا أمام نظيره الأردني، والذي لا بد له من الفوز، حتى يواصل تصدر المجموعة، ويظفر ببطاقتها، ويبتعد عن حسابات أفضل المنتخبات التي تحل ثانيا في كل المجموعات، وتمنياتنا بالتوفيق للاعبينا.
الفرحة التي بدأت بالتعادل أمام الكويت بهدف عمر الداحي، وكبرت بالفوز على المنتخب العماني بهدف ناصر محمدوه (ليتصدر مجموعته بأربع نقاط) ولهذا فالجماهير متعطشة للفوز على الأردن لضمان التأهل، فمن خلال الأداء خلال اللقاءين السابقين، يتضح أن حظوظنا كبيرة بالتأهل اذا ما واصل اللاعبون نفس النسق الجميل..
الجماهير اليمنية وفية أينما وجدت، وهي بحق اللاعب رقم 12، وهذا ما لمسناه منها وهي تؤازر لاعبي المنتخب الأولمبي… فلها كل الشكر والتقدير.
الفطرة التي يلعب بها اللاعب اليمني، تجعله يتغلب على كل المنغصات والارباكات، ولعل من أهمها عدم لعبه أية مباراة ودية مع أي منتخب قبيل التصفيات، ورغم ذلك تجده يبدع، لأن المعاناة تولَّد الإبداع… وهذا لا ينفي القصور من قبل الاتحاد في توفير حتى مباراة ودية.
بالمستوى الرائع تغلب المنتخب الذي عسكر في مدينة المهرة، وغادر برا إلى السعودية في رحلة شاقة جدا، وكان بالإمكان السفر لمدينة صلالة العمانية (القريبة من المهرة) ثم التنقل جوا للسعودية، على الأقل لإراحة اللاعبين، ليقول اللاعبون : برا أو بحراً نحن حاضرون لإسعاد شعبنا الحزين.
المدرب الوطني أمين السنيني، لم يكن أثره فقط في الميدان، بل بكلماته الحماسية والوطنية، حفز اللاعبين وجعلهم يتغلبون على الصعاب والمتاعب التي وجدوها أثناء رحلتهم المضنية، وفعلا ترجم اللاعبون ذلك على أرض الملعب.
الجهاز الطبي للمنتخب، كان له دور في معالجة الحكم السعودي الذي تعرض لإصابة وهو يقود مباراتنا أمام الكويت، وكل الشكر للدكتور أحمد عطية على الدور الذي يقوم به.
بطبيعة الحال سنجد آباء كثراً لإنجاز المنتخب، مع أن الأبوة كانت ستختفي تماما لا قدر الله كانت النتائج سيئة!!.
نريد أن نضع النقاط على الحروف… عند الفشل والإخفاق تكون الحرب هي السبب… وما حققه الأولمبي أيضا هو في زمن الحرب… إذاً شماعة الحرب أسقطها اللاعبون بأدائهم وبمدربهم… فأينما وجد الشخص المناسب، كان التوفيق حليفه.
نبارك للاعبين والمدرب ومساعديه والجهاز الإداري والطبي والإعلامي، ونتمنى لهم التوفيق في لقائهم الأخير أمام الأردن.
كورونا…
فقدنا زميلنا الدكتور مهيوب شباطة (رحمة الله عليه) الذي رحل عنا متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، هذا المرض الذي يفتك بالكثيرين، وللأسف هناك تغافل عنه من جهة وإنكار لوجوده من جهة أخرى.
الأعمار بيد الله تعالى، ولكنه عز وجل جعل لنا عقلا نفكر به للعمل قدر الاستطاعة كي نتفادى أي خطر يحدق بنا.. فدرهم وقاية خير من دينار علاج..
كل عام والمسلمون بخير، ونحن جميعا نحتفل بمجيء شهر مولد النور محمد صلى الله عليه وآله يجب أن نعطيه حق قدره ومقداره.
الأولمبي.. لحظة فرح في زمن الحزن .. د.محمد النظاري
التصنيفات: ميادين