تأكيداً للمؤكد إن الرياضة والشباب غير موجودين في قاموس هذا البلد، كما أن الشؤون الرياضية غير مجدية ولا تدرّ للساسة أموالا طائلة حتى يتهافتون عليها ويقدمون البرامج والدراسات ولا ترصد لأجلها المليارات حتى تشبع منها بطونهم ولا تحصل الرياضة على نصيبها من ذلك الدعم.. الرياضة في أي بلد كان تكون في سلم الاهتمامات والسياسات إلا في بلادنا يقع الشباب والرياضة في نهاية تلك الاهتمامات رغم أن الرياضة هي الدعم الأول للسياسة والساسة ورغم أن السياسة في المجمل تعني “إدارة الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وشبابيا وهي أيضا بالمختصر “فن الممكن” في كل هذه المجالات. وبحسب مفهومي ومتابعتي لساسة الحكومات المتتالية لليمن الحبيب فإن نظرة الساسة إلى الشباب والرياضة مجرد “طبة” زبطا وردعا.. ليس لها أية جدوى وإن وجدت اهتماماً من حكومة فهي لصرف الحرج عنها ليس إلا. الأسبوع الماضي قرأت خبرا يتحدث عن إقامة دورة تدريبية للحكام (فتيات) اللواتي سيدرن مباريات كرة الطائرة النسائية بالتعاون مع صندوق النشء والشباب واتحاد كرة الطائرة، لكني لم أسمع عن دورة تدريبية لحكام كرة القدم للرجال رغم بدء الملتقى الشتوي الرابع بصنعاء وانطلاق الدوري اليمني الأسبوع القادم “15 فبراير الجاري” وفق إعلان الاتحاد العام لكرة القدم الذي أجرى القرعة يوم أمس السبت، بصراحة وكما قلت في بداية هذا المقال إن الرياضة والشباب لا يعنياننا كدولة ومسؤولين وليسا ضمن جدول وبرنامج الحكومة وحتى الوزارة المعنية التي كما يبدو لي أنها تتوارى خلف يافطة “مالي دخل.. اسمع يا كتكوت واسكت”. للعلم إن الحكام الذين صالوا وجالوا في المستطيل الأخضر منذ سبعينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الحالية وصل عددهم إلى 37 حكما على مستور اليمن وفق معلوماتي، توفي منهم ثمانية حكام وحصل 9 حكام على الشارة الدولية على المستوى المحلي في تلك الفترة، كما أن عدد الحكام الدوليين الحاليين من العام 2016 إلى العام 2021م بلغ 18 حكما تقريبا هم حكام ساحة ومساعدون.. ولكن هل ما يزال هؤلاء الحكام الأحياء، متواجدين داخل البلاد أم خارجها؟ وهل ما يزالون قادرين على إدارة المباريات وكيف هي لياقتهم وهل يتدربون ويخضعون للاختبارات؟.. ولماذا لم تعقد أية دورات لهم؟. العجيب في الأمر أيضا أن أغلب الحكام الذين يديرون المباريات على المستوى المحلي رغم وصف الكثيرين بأنهم أفضل الموجودين إلا أن بعضهم من لاعبي ومنتسبي مثلاً اتحاد البلياردو أو غيره، وهذا ليس عيبا ولكن أين لاعبو كرة القدم وأين خرجو كلية التربية الرياضية التي يفترض أن كل مخرجاتها فنيون رياضيون وإخصائيو لياقة وتمارين رياضية ومدربون في مختلف الألعاب الرياضية؟ خلاصة القول إن باب النجار مخلوع وكما قلت إن الرياضة والشباب في هامش أجندة الحكومة والمعنيين ولذلك ليس بيدنا إلا أن نتضرع إلى الباري عز وجل أن يقوِّض لقطاع الشباب رجلا ينتشلهم من دكة الإهمال إلى مصاف وصفوف القطاعات الهامة ويعالج كل قضايا الشباب والرياضة ويخرجها من متاهات الإهمال إلى الحضور الدائم والتألق في كل مجالات الرياضة.