يتذكر لاعبو كرة القدم بفخر واعتزاز لحظات المجد التي عاشوها خلال مشاركاتهم في نهائيات كأس العالم، بينما يحاول البعض تناسي لحظة الأمل والخيبة، بعدما تحولت مشاركتهم في هذه النهائيات إلى كابوس.
بالنسبة لحارس مرمى المنتخب الإيطالي، جيانلوكا باليوكا، كادت مشاركته المونديالية في كأس العالم 1994، أن تتحول إلى كابوس فعلي، عندما أصبح أول حارس مرمى يطرد من مبارة، بعد لمسة يد خارج منطقة الجزاء أمام النرويج في الدور الأول.
وكان باليوكا حينها قد حصل على فرصته أخيرا في تمثيل المنتخب الإيطالي بنهائيات بطولة كبيرة، بعدما جلس على مقاعد البدلاء طوال مونديال 1990 في إيطاليا، عندما تأخر في ترتيب الحراس وراء العملاق والتر زينجا، وحارس يوفنتوس ستيفانو تاكوني.
لكن حاري سامبدوريا وإنتر ميلان السابق والذي يبلغ من العمر حاليا 51 عاما، عاد لحماية عرين المنتخب الإيطالي في الدور ربع النهائي من مونديال 1994 بالولايات المتحدة، وساهم في وصوله إلى المباراة النهائية، عندما حافظ على شباكه نظيفة في 120 دقيقة أمام البرازيل، قبل أن يخسر “الآتزوري” بركلات الترجيح، علما بأن باليوكا أصبح حينها أول حارس مرمى يتصدى لركلة ترجيحية في مباراة نهائية بتاريخ البطولة، عندما أنقذ ركلة البرازيلي مارسيو سانتوس.
وعاد باليوكا للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا، بعدما أصيب الحارس الأساسي أنجيلو بيروزي، وحينها قام بواحدة من أجمل التصديات في تاريخ البطولة، عندما ظهرت يده من العدم، لتبعد كرة خطيرة من النرويجي توري أندري فلو، وبعد البطولة، توارى باليوكا في الظل مع صعود نجم فرانشيسكو تولدو وجيانلويجي بوفون، علما بأنه مثل المنتخب الإيطالي في 39 مباراة دولية.
على صعيد الأندية، كان باليوكا عضوا في فريق سامبدوريا التاريخي الذي فاز ببطولة الأندية الأوروبية أبطال الكأس عام 1990، وهو الفريق الذي ضم عظماء في الكرة الإيطالية أمثال جيانلوكا فيالي وروبرتو مانشيني، وتأهل مع الفريق أيضا إلى نهائي بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري عام 1992، عندما فاز برشلونة حينها بهدف صاروخي من إمضاء المدفعجي الهولندي رونالد كومان.
وكان باليوكا أغلى حارس مرمى في العالم، عندما انتقل إلى إنتر ميلان العام 1994 قادما من سامبدوريا مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني، وفاز مع “نيراتزوري” بلقب كأس الاتحاد الأوروبي 1998 عندما كان قائدا للفريق في مواجهة لاتسيو بالنهائي.
وخاض باليوكا 7 أعوام مع بولونيا، قبل أن يختم مسيرته مع إسكولي في الموسم 2006-2007، علما بأنه خامس أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات بتاريخ الدوري الإيطالي برصيد 592 مباراة، وأكثر الحراس تصديا لركلات الجزاء في تاريخ المسابقة بعدما أنقذ 24 ركلة.
يذكر أن حارسا آخر تعرض للطرد في نهائيات كأس العالم، وحدث ذلك في مونديال 2010، عندما نال الجنوب إفريقي إيتوميلينج كوني بطاقة حمراء بعد عرقلته لاعب منافس داخل منطقة الجزاء في مباراة بالدور الأول أمام أوروجواي.